الرئيسية المقالات مدارات لماذا يتبنى الحوثيون هاشتاج ضد أمريكا..؟!
لماذا يتبنى الحوثيون هاشتاج ضد أمريكا..؟!
ميساء شجاع الدين
ميساء شجاع الدين

  لماذا يتبنى الحوثيون هاشتاج #‏امريكا_تقتل_الشعب_اليمني بينما في وسعهم تبني هاشتاج اكثر شمولية مثل # 300DaysWar والذي قد يضم مساحات أوسع من اليمنيين الذين سئموا الحرب خاصة انه هاشتاج لا يدين طرف بعينة مثل هاشتاج حصار تعز، فكثير من اليمنيين يرون من الحرب جوانبها الداخلية وهي الحوثي الذي يقتل يمنيين أيضاً. كان بالإمكان تبني هاشتاج يركز على الجانب الانساني المتفق عليه دون تسيس.

ولماذا يفترض الحوثيون إن الافضل اتهام امريكا بقتل اليمنيين وليس السعودية الطرف المباشر بالحرب، بينما أمريكا طرف غير مباشر وهي تدعم السعودية لأن السعودية حليفتها وليس لأن الحوثيين عدوها بطبيعة الحال، فالعلاقات حميمة بين السفارة الأمريكية وقيادات الحوثي وكان هناك تنسيق جيد على مستوى مكافحة الارهاب أو الحرب ضد تنظيم القاعدة.

هل يتوقع الحوثيون إن اتهام أمريكا المباشر سوف يلفت انظار العالم اكثر، العالم الذي لم تخرج فيه مظاهرة واحدة منددة للحرب، بل إن العواصم القليلة التي شهدت مظاهرات اثناء حضور وفد حوثي أو ما شابه كانت مظاهرات يمنية، في غالبها ضد الحوثي. في الواقع هذا الهاشتاج لا يساعد لأن السعودية هي المتهم المباشر وليس أمريكا.

يتهم الحوثي أمريكا كنوع من تضخيم شأنه في تصويره الحرب بإعتبارها مؤامرة صهيونية أمريكية متكاملة ضد اليمن، متجاهلاً دوافعها الداخلية، وحقيقة إن لا احد في العالم يكترث بهذه الحرب. ومعظم التغطية للحرب السعودية ضد اليمن هي تغطية لأن السعودية تحارب وليس لأن اليمن يضرب أو يعاني، ومن يعارضها يعارضها مكايدة للسعودية وليس لأن اليمن تشغل تفكيره.

اليمن بلد غير معروف مكانه في الخريطة وفي وعي السياسة الدولية، اليمن هي جنوب السعودية فلا بحيرات بترول تمتلكها حسب اوهام قيادات الحوثي أو الحراك، ولا موقع استراتيجي تتقاطع فيه المصالح وتتصادم مثل سوريا. هو موقع مهمل لولا جواره بقرب اكبر مصدر بترول وبلد الأراضي المقدسة لأكثر من مليار انسان، فيما عدا ذلك فالأمر بالفعل لا يشغل بال احد، فحتى إيران لا ترى في الحوثي سوى جماعة مشاغبة جنوب السعودية.

هذا الهاشتاج يناسب بشدة طبيعة عقلية الحوثي التي تميل لتضخم الذات لأنها تجهل ما يحيطها حتى على مستوى المجتمع اليمني ناهيك عن السياسة الدولية والعالم الذي لن يكترث بجماعة تدير الحرب بمنطق اللامبالاة، وتذهب بمئات من جنودها لمعارك حدودية خاسرة في السعودية بهدف تصوير لوحة فيها اسم القرية أو المديرية السعودية الفلانية، لكي ينسحبوا بعدها بساعات بخسائر بشرية بالعشرات بين جنود معظمهم اطفال، بعضهم جندهم الحوثي دون علم أهاليهم. هذا كله في سبيل صورة ترضي زعيم مهووس آمن في ملجأه بصعده.

الهاشتاج كعادة الحوثي لا يخدم وقف الحرب باليمن وتشكيل ضعط رأي عام دولي لوقفها، لكنه مكايدة فارغة كعادة الحوثي، فعوضا عن تعريف العالم بجرائم السعودية في اليمن والتي لم تعد تملك شيء تفعله بعد عشرة اشهر قصف سوى القتل، قتل خصومها الآمنين وسط أسرهم في منازلهم أو قصف منشآت مدنية فيها قليل من أسلحة مخبأة في مدرسة أو دار مكفوفين، بالتأكيد انتهى كل ما يمكن اعتباره اهداف عسكرية منذ الايام الاولى للحرب ولم يتبق سوى القتل.

الهاشتاج كان بالإمكان يكون منطقي لو قال الحوثي السعودية تقتل الشعب اليمني وأمريكا تتفرج لأنها ببساطة لا تعرف اين هي اليمن سوى إنها جنوب السعودية. كان بالإمكان نقل الاهتمام للخسائر البشرية لبلد تعاني من حرب لايراها العالم سوى فرصة لبيع مزيد من الأسلحة للسعودية

  

إقراء أيضا