الرئيسية المقالات مدارات عنتر المبارزي.. مهندس الاتصالات الذي اراد روي عطش تعز فنال التعذيب والإخفاء..!
عنتر المبارزي.. مهندس الاتصالات الذي اراد روي عطش تعز فنال التعذيب والإخفاء..!
أشرف الريفي
أشرف الريفي

الوحدوي نت

لا يزال الناشط الشبابي المهندس عنتر المبارزي معتقلا لدى جماعة الحوثي في محافظة إب " وسط اليمن" منذ قرابة الاربعة الاشهر على خلفية مشاركته في الاعداد لمسيرة "الماء"  الرمزية التي كانت تهدف إلى فك الحصار عن مدينة تعز في سبتمبر الفائت.

كان عنتر وعشرات الناشطين يعدون حينها لمسيرة تنطلق من محافظة إب المجاورة لمدينة تعز المحاصرة من قبل مسلحي الحوثي والرئيس السابق صالح .

 وعشية المسيرة داهم مسلحي الحوثي الناشطين الذين كانوا يعدون للمسيرة في احد فنادق مدينة إب واعتقلوا قرابة 30 ناشطا وصحفيا تحت تهديد السلاح بينهم عنتر المبارزي ليتم نقلهم إلى سجن الامن السياسي في المدينة.

يعرف عنتر بصدقيته ومجابهتة للخطأ لذلك تصادم مع الخاطفين منذ الوهلة الاولى عندما رفض تسليم تلفونه الشخصي لحظة الاعتقال الا بعد نوجيه سلاح الكلاشنكوف في وجهه وطلب زملائه بتسليم هاتفه.

عنتر المبارزي شاب متحمس وصادق ومستقل سياسيا يعمل مهندسا لدى شركة الجوال يمن موبايل و يحظى بسمعة طيبة بين زملائه .

بعد ايام من الواقعة خرج عدد من المعتقلين على مراحل مختلفة وبقى عنتر وزميله أمين الشفق في المعتقل حتى اليوم.

يروي زملاء عنتر المفرج عنهم تعرضه للتعذيب العنيف بالضرب والجلد بالسياط والصاعق الكهربائي . وهو ما اثر على قدرة عنتر في الحركة ، ولاتزال اوضاعه الصحية غامضة.

وجهت لعنتر ورفاقه تهم محاولة تهريب اسلحة داخل الاسطوانات الحاملة للمياه إلى تعز وكذا العمالة ضد اليمن وهي التهم التي نفاها المعتقلين رغم اساليب ووحشية التعذيب التي تعرضوا لها.

كل تهم عنتر انه ومنذ سيطرة مسلحوا جماعة الحوثي والموالين لهم من إتباع الرئيس السابق صالح في 21 سبتمبر 2014 الذي قام به الحوثيون وصالح اعلن كحال ملايين اليمنيين رفضه هذا الانقلاب فكان يعبر عن موقفه صراحة على صفحته في الفيسبوك وهي ما تعامل معها الجلادون كأدلة ضده عرضته للتعذيب والاخفاء القسري.

كان واضحا تأييده للمقاومة الشعبية الرافضة لإنقلاب تحالف الحوثي وصالح ، وكانت صفحته على الفيسبوك هي المتنفس الوحيد للتعبير عن ذلك الموقف.

يحاول والد عنتر واسرته زيارته وكذا التواصل مع سلطة الامر الواقع بهدف اطلاق سراح ابنهم لكن كل تلك المحاولات تبوء بالفشل المغلف بوعود غير صادقة من قبل القائمين على سجن الامن السياسي بإب.

افاد مسئول امني في جهاز الامن السياسي لزملاء عنتر الذين حاولوا متابعة قضيته والسعي لإطلاق سراحه أن عنتر لم تثبت بحقه أي تهمة وأن قرار الافراج عنه جاهز ، وأن ما يؤخر ذلك هو عدم موافقة نائب جهاز الامن السياسي المعين من قبل جماعة الحوثي المدعو " أبو حمزة". الذي يرفض الافراج عنه بسبب رفض عنتر الواضح الاعتراف بجماعة الحوثي وتمسكه بالتعامل معها كحالة انقلابية.

قال المسئول الامني لزملاء عنتر حسب افادتهم : " صاحبكم ما فيش عليه حاجه وأمر الافراج عنه قد تم التوقيع عليه لكنه يتفلسف على أبو حمزة." يقصد ممثل الحوثيين في جهاز المخابرات بإب.

 

اجابة كارثية بكل المقاييس عدها رفاق "عنتر" المخفي في دهاليز معتقلات الجماعة بعيدا عن اسرته واقاربه منذ ما يقارب الاربعة اشهر دون تهمة حقيقية سوى أن ابو حمزة وهو نائب مدير الامن السياسي ممثلا للحوثيين غير راضي عن معتقل يتفلسف.

هذا الوضع غير الطبيعي لم يعهده جهاز الامن السياسي حتى في ذروة قمعه ان يتعامل مع معتقل رأي بكيدية لكثرة تساؤلاته او لإجاباته المختلفة مع شخص لا احد يعرف حتى ما اسمه.

زملاء عنتر يقولون أنه لا يقبل الظلم والعنجهية ويجاهر بذلك وقد تقوده مواقفه لمناصرة المظلومين احيانا ورفض الهوان حتى  الشجار والمواجهة مع من مارس تصرفات ظالمة ضده أو اي شخص آخر حتى لو لم يكن يعرفه من قبل.

وراء القضبان يقبع عنتر في ظروف اعتقال غامضة وخلف حيطان منزله الاربعة تجثم معاناة اخرى لأسرته المسكونة بالحزن والخوف عليه.

أطفاله الثلاثة الصغار (خطاب ، محمد، جنى)وامهم المكلومة لايزالون ينتظرون عودته ، وهو حال والده ووالدته واخوانه الذين تعبوا من المتابعة والوعود بإطلاق سراحه دون فائدة.

يشعرون بالغبن وقلة الحيلة وعنتر مخفيا خلف اسوار الظلم والوحشية في واقع لا توجد فيه دولة او حكومة تتحمل حتى المسئولية الاخلاقية جراء هذه الجرائم.

افاد جنود لأسرتي "عنتر" ورفيقه "الشفق": إنهما نقلا من مقر جهاز الأمن السياسي في 30 أكتوبرالفائت، لكن لم يكشفوا عن مكان احتجازهما الآن. وليس لدى الأسرتين أي أخبار عن مكانهما حسب منظمة هيومن رايتس ووتش .

يحكي أحد اصدقاء عنتر أن مسئولين في جهاز الامن السياسي بإب واشخاص من جماعة الحوثي يطلبون مبالغ مالية مقابل اطلاق سراحه ، وان ظاهرة المتاجرة بالمعتقلين رائجة في المدينة.

لم يكن عنتر مجرما او من الاشخاص الخطيرين على السلم والامن الاجتماعي ، بقدر ما كان رجلا مدنيا يحلم بدولة ديمقراطية عادلة ، ويؤمن بالوسائل السلمية للتعبير عن الرأي.

في منزله بصنعاء تضيء صورة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الذي اغتيل في نهاية العام 77 ، وعندما كان المرء يحدثه عن رمزية وجود الصورة في منزله يتدفق حديثه العاشق للدولة المدنية ولطهارة يد وتوجه الرئيس الحمدي الذي حب اليمن اكثر من نفسه.

كان عنتر طالبا متفوقا في دراسته ، انهي مرحلته الثانوية بمعدل مرتفع والتحق بعدها بخدمة الدفاع الوطني لمدة عامين قضاها في جزيرة سقطرى ، بعدها التحق بكلية الهندسة بجامعة إب وتخرج منها بتفوق ايضا مكنه من الالتحاق بشركة الاتصالات يمن موبايل بالعاصمة صنعاء..

في العام في 2011 كان عنتر من ضمن الشباب الذين التحقوا بثورة الشباب يراوده حلم الدولة المدنية الحديثة وإنهاء استبداد حكم الفرد، وعند بدء ثورة المؤسسات كان عنتر من اوائل المشاركين فيها ايضا.

يعرفه زملائه في العمل بأنه صادقا وجريئا ولا يخاف في قول كلمة الحق لومة لائم وذلك لم يكن بغريب أن يعلن صراحة رفضه لإنقلاب حركة الحوثي على الشرعية في سبتمبر 2014م.

يخشى الكثير من الناشطين والحقوقيين تعرض عنتر للأذى داخل معتقلات التعذيب ، وتبنى العديد منهم حملات تضامنية معه ورفيق معاناته أمين الشفق تحت عنوان " الحرية لمعتقلي مسيرة الماء .." للمطالبة بإطلاق سراحهم لكن دون فائدة.

يحتاج عنتر ورفيقه لتحرك حقوقي ومجتمعي لإطلاق سراحهم أو حتى لحمايتهم داخل زنازين يتحكم بها شخص يدعى "ابو حمزة" يقال أنه من يقف وراء استمرار اعتقالهم .. ربما ، وربما ان ما قاله احد اصدقائه بأن قرار الاطلاق مرتبط بإنهاء اثار التعذيب من اجساد شباب حاولوا ان يقدموا مبادرة انسانية في زمن يسوده التنكر والخذلان.

في منتصف يناير الحالي طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الحوثية في اليمن تقديم معلومات فورا عن متظاهرَيْن اختفيا قسرا منذ الاعتقالات الجماعية في مدينة إب في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2015.

وقالت المنظمة في تقريرها أن على السلطات أن تفرج فورا عن أمين الشفق وعنتر المبارزي، ما لم توفر سندا قانونيا لاحتجازهما. مؤكدة على ضرورة تعويض المتظاهرين الذين تعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة أثناء الاحتجاز، وإنزال العقاب المناسب على المسؤولين عنه.

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط: "على الحوثيين أن يعوا أن ممارسة السلطة تعني احترام الحقوق الإنسانية للخاضعين لسيطرتهم. عليهم الإفراج عن المتظاهرَيْن المختفيَيْن وتعويض غيرهما ممن عُذِّبوا".

عن موقع المشاهد

إقراء أيضا