الرئيسية المقالات مدارات 11فبراير يا ثورة أحرار اليمن
11فبراير يا ثورة أحرار اليمن
فاطمة الاغبري
فاطمة الاغبري

رغم الوضع المأساوي الذي تعيشه اليمن ورغم الأوجاع التي يعيشها أبناء هذا الشعب بسبب حرب من الداخل والخارج إلا إننا لن ننسى هذا اليوم الغالي على قلوبنا فاليوم تحل علينا الذكرى الخامسة للثورة الشبابية الشعبية، ثورة الحادي عشر من فبراير، هذه الثورة العظيمة التي كسر فيها اليمنيون جدار الخوف الذي وضعوا أنفسهم فيه طيلة سنوات ماضية ، من منا سينسى هذه الثورة التي خرج فيها أبناء الحكمة والإيمان من شباب وشيوخ وأطفال وخرجت النساء، خرج فيها المهندس والمدرس و العسكري والطبيب والصحفي والمحامي وربات البيوت وطلاب وطالبات المدارس والجامعات وغيرهم في صورة كلما تذكرتها سال الدمع من عيني فأنا لم أرى في يومٍ من الأيام مثل تلك الصورة التي رأيتها في ثورة 11 فبراير2011م .

في مثل هذا اليوم اجتمع اليمنيون على أهداف واحده تأتي على رأسها إسقاط نظام صالح الذي ظل يحكمنا ثلاثة وثلاثون عاماً وتعامل مع اليمن وشعبه وكأنهم إقطاعية خاصة أو ورثة ورثها من العائلة المبجلة، حيث تعمد هذا نظام الظالم على حرمان الشعب من ابسط حقوقه الاقتصادية والسياسية وغيرها فكم من المواطنين اغتربوا،وكم منهم ترك تعليمه وتوجه لسوق العمل بينما أبناء المسؤولين والمشائخ وغيرهم لهم الأولويات في كل شيء في فرص العمل وفي العلاج والمنح الدراسية وغيرها .

وخروج الشعب اليمني في يوم 11 فبراير 2011م لم يكن مخطط له كما يظن البعض أو بالأصح كما يروج له البعض، لقد كان خروجهم تلقائياً جاء بعد الانتصارات التي تحققت في تونس بهروب بن علي وبمصر باستقالة حسني مبارك فكان من هؤلاء الشباب إلا الخروج من أجل الخلاص من هذا النظام وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تكفل الحقوق والحريات العامة وتقوم على مبدأ التداول السلمي للسلطة .

طبعاً أنا لا أنكر أن ثورة فبراير كان لها إخفاقات غير مقصودة تسبب بها أصحاب المصالح الذين ادعوا في يوم وليلة أن الوطن همهم الأول والأخير ولكن هذا لا يعني أنها ثورة فاشلة أو أنها السبب في كل ما يحدث الآن كما يردد البعض، فاليمن قبل ثورة فبراير لم تكن تعيش في أحسن حال بل كانت تعيش تحت حكم عصابة لم ترحم احد نهبت الدولة واستغلت ثروات البلاد من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب وأعلنت ستة حروب على صعدة ، ومارست القتل الممنهج بحق أبناء هذا الشعب وارتكبت كل الانتهاكات، وأوجدت بيئة مناسبة لتكوين تنظيم القاعدة وأضيف إلى ذلك إن النظام الذي خرجنا ضده كان قبل الثورة يصفق لتدخلات الخارجية من بينها السعودية والولايات المتحدة الامريكيه التي كانت تقتل المواطنين اليمنيين بطريق غير قانونية مستخدمة الطائرات بدون طيار . ولهذا من المعيب جدا أن نحمل الثورة ما لاطاقة لها به ونظل نعلق أي فشل بها حتى لو لم يكن لها ذنب فيه فمن يعلق ما حدث بالأمس وما يحدث اليوم بثورة فبراير ماهم إلا العبيد الذين كانوا منذ البداية رافضين أي ثورة تخرج ضد نظام صالح .

أنا افتخر كثيراً بأني كُنت من شباب هذه الثورة العظيمة التي حافظت على سلميتها وظلت متمسكة بالمدنية رغم كل ما حدث لها ،فقد كانت ثورة نقية شارك بها الجميع.. فيها اجتمعنا جميعاً فرحنا معاً حزناً معاً تحملنا التهديدات واعتقالات إخواننا ورغم ذلك لم ننكسر حتى بعد توقيع المبادرة الخليجية التي اتفق عليها السياسين متناسين التضحيات التي ضحى بها شبابنا من اجل إيصال نظام صالح إلى خلف القضبان ليحاكم على كل جرائمه التي ارتكبها بحق اليمن وأهله وكذلك من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة ..ثورة 11 فبراير هي الثورة الوحيدة بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر التي يحق لنا إن نفتخر بها ونرفع رؤوسنا عالياً ،فشبابنا ظلوا فيها محافظين على كل ممتلكات الدولة ولم يقتحموا وزارة أو مؤسسة أو هيئة حكومية ولم يمارسوا هواية القتل رغم أنهم كانوا قادرين على الرد حينما كان الأمن يمارس قتل الشباب السلمي بطرق يدمي لها القلب ، ولم يعتقلوا احد ولم ينهبوا المال العام تحت مسميات مختلفة، ولم يقتحموا بيوت المعارضين لهم .

أخيرا وفي هذا اليوم العظيم والغالي على قلبي وقلوب الأحرار والحرائر احيي جرحى ثورة فبراير وأترحم على شهدائنا تاج رؤوسنا وأتمنى من الله أن يفرج على معتقلينا كما لا أنسى أن احيي أبطالنا الذين يواجهون الموت اليوم في الساحات لإنقاذ اليمن من الميليشيات التي عاثت فيها فساداً وظلمت شعب لم يكن يريد من هذا الوطن غير العيش بأمن وأمان أسوة بغيره من الشعوب الأخرى .

 

إقراء أيضا