الرئيسية المقالات مدارات غياب الفعل السياسي..!
غياب الفعل السياسي..!
زكريا الحسامي
زكريا الحسامي

تعيش الاحزاب السياسية في اليمن بعد انقلاب 21 سبتمبر 2014 اجازة اجبارية، وتكتفي في الغالب  بممارسة مهامها الداخلية بسرية، وفي اقصى حد لها تظل يقظة  لما يدور  بمحيطها بهدف الحفاظ على بقائها موحدة، لان الحفاظ على تماسكها ربما يفوق بكثير مراحل التأسيس في هكذا بلد يشهد حالة انقسام حاد على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي .

 ان تعطيل وإفراغ الحياة الحزبية كحالة مدنية من القيام بأدائها السياسي، دائما يصب في خدمة تلك الجماعات العصبوية الطائفية التي تتوسع في بيئة اجتماعية بلاوعي فكري، وتستخدم منشطها الديني كوسيلة كاسحة لزرع فكرتها، ونشر مشروعها الطائفي الذي اخلي له الساحة ولم نعد نسمع بأي خطاب سوى خطاب الكراهية والعنف. 

ندرك ان الاحزاب همشت او خدرت عن القيام بالفعل والتعامل مع الازمة بروح المسئولية الاجتماعية لتجد قيادات الاحزاب نفسها في الشتات غير قادرون على استيعاب المتغير الذي يمضي بنا مئات السنين الى الخلف.

الحديث هنا عن هذا الدور المفقود يرجع الى فقدان الحياة السياسة من التنوع وصولا الى حالة الجمود الحالية في تقديم الرؤى والمبادرات وإتاحة المجال لمن يمتلك القوة والغلبة.

 ومهما اختلفت تلك الاحزاب في توجهاتها، إلا انه سيكون هناك قاسم مشترك في ما بينها يحكمها وهو الوطن، على عكس تلك الجماعات الطائفية التي تنظر للوطن من زاويتها الضيقة .

لا يعني ان البلاد تعيش حالة حرب ومعارك عسكرية ان تعطل او تخدر تلك الاحزاب من فعلها السياسي فمهما طال امد الحرب، إلا ان نهايتها تكون بعملية سياسية.

 لذلك لابد ان تجمع تلك الاحزاب شتاتها، وتنفض عن نفسها غبار الخذلان، وتساهم في ايقاف هذه الحرب، وإلا فإنها تتحمل الوزر الكبير .

 

إقراء أيضا