الرئيسية المقالات مدارات من الذي عليه أن يخجل؟
من الذي عليه أن يخجل؟
د. علي مهيوب العسلي
د. علي مهيوب العسلي

في نظري أن الذي عليه أن يخجل هو من أختطف الدولة، وأثبت عجزه عن الوفاء بالتزاماتها ،وعلى الأخص رواتب موظفي الدولة! ؛ فالدولة ومؤسساتها هي عمل منظم ،ونتاج خبرة متراكمة في التشغيل والإدارة ، وأية دولة تمتلك خبرات وكفاءات فمن يعطلها يعتبر أحمقاً..! ؛ فعلى من عطّل كل ذلك أن يخجل من نفسه ؛ لا أن يلوم أصحاب الحق ، المستحقين والمطالبين برواتبهم! ؛فبعد اقتحام العاصمة صنعاء والوزارات والمؤسسات الموجودات فيها ، بحجج اتضح الآن أنها واهية ، وغير حقيقية كإسقاط الجرعة، واسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، هذه ا الاهداف التي جرى من أجلها كل هذا القتل والتدمير دونما أن يتحقق منها شيء ..؛ فمن عليه ان يخجل من لم يستطع تحقيق الرفاهية للناس ؟ ؛ أم الذي يطالب براتبه ؟ ؛ والذي لم يفكر يوماً أنه سيصل إلى هذا السيناريو المزعج والأكثر سوءاً ؛ ولم يتوقع أبداً أن تصل الجرأة لتأخير الراتب ، وفوق ذلك بهررة ايضاً، ويُطلب منه أن يعمل بدون تكاليف تشغيل وفوق ذلك بدون تسليم الراتب المستحق في نهاية كل شهر ، أي أجر العمل ،أي فقط مطلوب منه أن يكون سخرة ،ويقال له لا تتكلم على الراتب إخجل أو استحي ...!

نعم ! وصل الحال إلى المساس بالراتب ،ويريدوننا السكوت...؛ لا والله لن نسكت ..؛ وسنناضل حتى تستقيم الأمور وتسلم الرواتب كاملة غير منقوصة   ...!

والمأسي تعرفنا بأمور يجهلها الكثيرون...؛ ومن مأساة تأخير الرواتب اتضح أن جمهور الموظفين هم حجر الزاوية لتحريك الاقتصاد اليمني على الأقل في عمليتي التوزيع والاستهلاك ،رغم أن دخل معظمهم لم يعد يتناسب والظروف القائمة ؛ ولا يرتقي أبداً لمواجهة الحياة,وضغوطاتها الصعبة وفي جميع الاتجاهات ؛فالحياة قد وصلت حد لا يطاق ، في ظل هذا الوضع فقد فقدت الحياة معناها ومبتغاها ؛نعم ! ؛ لقد سُلبت كل قيم الحياة الجميلة بالحروب والقصف والجوع وانتشار الأمراض ،وبتأخير تسليم الرواتب لمدة شهرين والدخول في الثالث ،فهذا يعد انتهاك صارخ لحقوق الوظيفة العامة من الوريد إلى الوريد، فمن عليه أن يخجل من سلب الحياة معناها وقيمها الجميلة وألبسها ثياب الحزن والخوف والجوع ؟ ؛ أم من يطالب بالحياة واستمرارها  ...؟

 أن الوظيفة العامة والتي يفترض أنها محايدة ولا يجب أن تنال منها التجاذبات والصراعات السياسية ،لكنها قد استخدمت كحلقة رئيسة في الحرب الدائرة من الاستيلاء على البنك المركزي أو الضغط على مسؤوليه لتمرير أشياء مخالفة للقانون ؛ إلى نقل البنك بصورة مفاجئة وتعرت الدولة ،وتبين عدم قدرتها على دفع رواتب الموظفين ؛ والذي يجعل ادعاء الطرفين للمشروعية قد فقدتا بهذا الفعل ،فمابالكم لو عرجنا على تسببهم في قتل اليمنيين وممتلكاتهم ، فاستخدمت المرتبات في الصراع للمساومة ،وللإبتزاز ،وتثقيل موازين القوة والغلبة ، ولكسب أهداف على حساب عامة الشعب ،ومن لديه منطق سوي فإنه يصل إلى استنتاج مفاده أن الطرفين بعدم تسليمهما لرواتب الموظفين قد فقدا أية شرعية لهما حتى من الناحية الأخلاقية ،واثبتا عدم جدارتهما في تحمل المسؤولية ،فمن عليه أن يخجل من يطالب براتبه أم من هو غير جدير بتحمل المسؤولية ،و من لا يستطيع تسليم الرواتب ،ويريد ان يستمر يحكمنا اعتباطاً ! ؛ فمن تأخيركم للراتب فالمجاعة على وشك أن تقضي على ما تبقى من قيم نبيلة في هذا المجتمع ؛ فبحسب التقارير الدولية فان الفاصل بين حدوث المجاعة من عدمها هو خطوة ،وهذه الخطوة تتمثل بتسليم الراتب ، لكي لا تحصل الكارثة من جراء المجاعة ،فنقول للجميع الذي يستخدم ورقة الرواتب ،اللجوء للراتب واستخدامه هو سلاح العاجزين ؛فقليلا من الحياء والخجل إذن ، وبلاش استخدام الراتب ؛ والمطلوب سرعة تسليمه ،حتى لا يلفظكم الشعب و التاريخ ...؛ ختاماً ندعو الله العلي القدير أن يجنب بلدنا منزلق المجاعة وتداعياتها ،وأن يحافظ على قيمنا النبيلة ويخرجنا من مأزق وشرور المتآمرين ...آمين اللهم آمين.. وجـــــمعة مباركة على الجميع ،،،،

#إلا_الراتب_فالراتب_حياة

إقراء أيضا