الرئيسية المقالات مدارات بعض تعز ... و " السبهللة " الثقافية..!
بعض تعز ... و " السبهللة " الثقافية..!
علي عبدالملك الشيباني
علي عبدالملك الشيباني

استحضروا المقارنة التالية  بكل تفاصيلها : شباب بعمر الزهور يتنقلون في جبهات القتال, يتقاسمون الجوع والالم وحلم استعادة الدولة. يسكبون دمائهم في خنادق المقاومة والتصدي لاوسخ مشروع صغير عرفته اليمن بصبغته الايرانية هذه المرة. 

شاهدناهم يمشون حفاة وعلى اقدامهم تلتصق الاشواك المتناثرة في كل مكان , ومنهم من يواصل القتال متكئا على عصى بعد بتر احدى قدميه. تلسعهم حرارة شمس الصيف ويلدغهم برد الشتاء. يقتاتون ما يتوفر لهم من " اعواس " اليوم ومياه الابار الملوثة, ينتظرون الموت بين لحظة واخرى يتوقع كلا منهم بتر احدى قدميه في اول خطوة حيث تختبي الغام الحقد المذهبي القادمة من كهوف الزبالات التاريخية.

في مقابل دور وعطاء وتضحيات وحياة هؤلاء الابطال المحاطة بنزيف الدم وكم الاوجاع اليومية, تبرز مجاميع من نوع مختلف تقضي نهارها في النوم وجل ليلها في التنظير على شبكات التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها الواتس , متنقلين ما بين المجموعات المشتركين بها في محاولات توجيه اداءها ونشر ما هو هابط من الخطاب السياسي والاعلامي.

لا يألون جهدا في سطر ما يحبط العزائم ويشتت الجهود، يشككون في هذا الفصيل ويسبون ذاك القائد، يتبارون في كيل التهم ويتحدثون بسرائر الغير، يشطحون بطرق جالبة للغثيان ويتكلفون في محاولات اثبات الذات وان بطرق مثيرة للاعصاب والمعدة معا. يشقون الصفوف ويقللون من تضحيات تمثل في مجملها كرامة وابا وشموخ تعز , وفي النهاية تقديم خدمات مجانية وفي بعضها تقديم اوراق اعتماد , واخرين يدسون سمومهم في عسل تكلف ابداء الحرص على مستقبل المقاومة واداءها

كم كنا نأمل من هؤلاء " الباركين" في دواوين القات و " والموسحين " على اسرة النوم ان يقوموا بما يجب عليهم في مثل هذا الظرف العام والخطير الذي لم تعرفه او تعشه البلاد من قبل , ان يقدموا ما يعزز دور المقاومة ويقود الى تلاحم صفوفها في جبهات تصنع لهم عزة وقيمة طالما افتقدوها , في محافظة محاصرة ومدمرة يطالها وبعض اريافها قذائف الحقد اليومي وحيث يقتل اطفالها ونساءها برصاص قناصات المذهب والسلالة , وصواريخ سياسات الاخضاع وثقافة الغلبة التاريخية.

كل ما تقومون به يؤكد حقيقة اننا لم نتعلم ولم نستفد بعد , بل ولم نستوعب طبيعة الصراع ومضمونه المعزز اكثر من اي وقت مضى بكل ما نعيشه ونشاهده من حرب متعددة الوجوه عبر عنها ولخصها " ابو الحاكم " بعبارة صغيرة لكنها بمثابة الف كتاب حين قال مخاطبا اتباعه " نكون او لا نكون " فهل استوعبتم ماذا يعني هذا!!! 

كم هو حالنا مؤسف فلا ثقافة اضاءة ولا علما انا ر.

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي