الرئيسية المقالات مدارات ثورة 11 فبراير في عيدها السادس
ثورة 11 فبراير في عيدها السادس
زكريا الحسامي
زكريا الحسامي

لم تكن ثورة ألحادي عشر من فبراير 2011 م  حدثا عاديا كغيره من الأحداث, بل حدثا استثنائي بكل المقاييس , تجسدت فيه عنفوان ثوري أسطوري امتزج بحكمة ووعي  عميق وأدراك لأهمية اللحظة حين هبت رياح الربيع العربي  ثورة الياسمين في تونس أقصى المغرب العربي, التي حملت مشاعل التغيير والخلاص ضدا على سلطة الاستبداد والكهنوت سلطة العائلة سلطة الفساد والمحسوبية واللصوصية .

وبين العادي والاستثنائي فصول من المعاناة والحلم وحكايات من الكفاح التي عجت بها الميادين والساحات بعزيمة لا تعرف الخوف والمستحيل ولا تقبل الانكسار والخنوع . حكايات من الإصرار والعنفوان سطرها جيل ولد من رحم 11 فبراير والتي سيخلدها التاريخ بماء من ذهب .

مثلت انتخابات 2006م حين علق الجرس مهندس التغيير فيصل بن شملان "رحمه الله" البداية التي مهدت لثورة فبراير حين احتشد ملايين المواطنين الى جانبه لمقارعة الاستبداد ، فكان ذلك عربون الثورة الأول , وتلاها انتفاضة الحراك الجنوبي المطلبية في العام 2007 م , وبمثابة تتويج أتت الحادي عشر من فبراير من العام 2011 وبالتحديد من مدينة تعز الحالمة حين انطلق الحلم وأشعلت شرارة الثورة والذي سرعان ما امتدت إلى صنعاء وعدن وحضرموت والحديدة وبقية المحافظات الأخرى ، وعلت أصوات الشباب مدوية في كافة الإرجاء "يسقط النظام " ويرحل نظام العائلة والفساد .

ونحن على أعتاب الذكرى السادسة لأعظم ثورة رفعت شعارها السلمي وخطت طريقها بالتضحية وكانت الشعبية حاضنها ورافدها, تواجه اليوم مخاض عسير  وارتداده مخيفة تحاول أعادة الماضي وتشويه وجه فبراير الناصع حين عجز في السابق أدوات النظام احتوائها , فاتجهت لإشعال الحرب والدمار والانتقام من بلد وشعب .

فخلال مراحل مسيرتها الوليدة مرت ثورة فبراير في ال6 الأعوام الفائتة بمحطات وتحديات جمه  هددت ولازالت استمرارها وبقائها , فقد حيكت عليها المؤامرات المحلية والإقليمية وما المبادرة الخليجية إلا واحدة من تلك الانتكاسات التي عملت على احتوائها حين أبقت على المخلوع صالح ومنحته الحصانة وحافظت على نفوذه في المؤسسة العسكرية والأمنية والسماح له بممارسة عمله السياسي , كما هي بالإضافة إلى تمأهى القوى السياسية المعارضة في التعامل مع الثورة كفعل سياسي وليس فعل ثوري .

 ما كادت ثورة فبراير أن تتخطى عقبة حتى ينصب لها المارقون أعداء الحرية والكرامة الشراك من جديد وأخرها إشعال حروبهم الملعونة في كل أنحاء البلاد .

" أنا ومن بعدي الطوفان " هكذا أراد المخلوع صالح أن يكون عليها الحال بعد ثورة فبراير لاستجلاب العداء والسخط عليها والذهاب باليمنيين للاستجداء بالماضي بان يعود .

 هكذا يُخيل أليه فذهب يمارس جرمه بنزعة تدميرية تعودها منذ تولى سدة الحكم حين كان يردد دائما انه يجيد الرقص على رؤوس الثعابين , كما كان يهدد مرارا بالصوملة وهو اليوم ينفذ ذلك حرفيا ولم يكتفي بل ذهب إلى ابعد من ذلك باستدعاء الإرث الماضوي لإثارة الفتن الطائفية المناطقية البغيضة .

ترجمة فعلية لتلك الغريزة الانتقامية المتوحشة و حقده اللامتناهي ضد ثورة فبراير قام بإشعال الحروب على كل مدينة كنوع من الانتقام وإشباع لرغبته الشريرة بان ما كان في عهده أفضل مما نحن عليه فهل هناك من حماقة وجرم أكثر من تدمير بلاد من اجل استعادة سلطه او حكم .

ويبقى الأمل أن تعي القوى السياسية شركاء ثورة فبراير إجراء عملية مراجعة حقيقية لتوحيد موقفها لاستعادة مجد ثورة فبراير وإنقاذها من براثن الوحش التي وثبت لالتهام روح فبراير .

ستظل ثورة فبراير بتضحياتها وعظمتها ملهمة الشباب في مواصلة تحقيق الحلم الذي ضحوا من اجل تحقيقه .

ستبقى ثورة فبراير عنوانا للتغيير والخلاص ورمزا للحرية والكرامة التي يحاول أعداء الحياة تحوير مسارها وحرفها .

ستبقى ثورة فبراير المشروع الحقيقي مشروع الدولة المدنية دولة القانون والنظام وستتلاشى أمامه كافة المشاريع العصبوية المقيتة وستذوب كافة مشاريعهم الصغيرة مهما فعلوا ومهما صنعوا وسينتصر مشروع ثورة فبراير المجيد.

الرحمة لشهداء فبراير وكافة شهداء الوطن

الشفاء لكل الجرحى 

المجد لثورة ال11 من فبراير 2011م

وكل فبراير والوطن بخير

إقراء أيضا