الرئيسية المقالات مدارات ويسألونك عن إكرامية رمضان
ويسألونك عن إكرامية رمضان
أحمد المقرمي
أحمد المقرمي

لم تجر العادة في اليمن أن صرف في شهر رمضان راتباً إضافياً للموظفين سواء المدنيين أو العسكريين تحت مسمى إكرامية رمضان.
شهر رمضان من عام 1427هـ تزامن مع الانتخابات الرئاسية التي اقتحمها اللقاء المشترك بمرشحه المناضل فيصل بن شملان، الأمر الذي أزعج حزب المؤتمر ومرشحه للرئاسة مستشعراً سخونة المنافسة التي يواجهها لأول مرة، مما دفع بالسلطة على استباحة كل الممنوعات واستخدام كل المحظورات لمواجهة مرشح المشترك، ناهيك عن خطابات التهديد والوعيد في مهرجاناتها بصعدة والحديدة وغيرهما.
ومع كل تلك الممارسات المجرّمة قانوناً شعر حزب المؤتمر ومرشحه بأن الشارع لم يعد مرتهناً لهتاف بالروح بالدم .. بل برز شعار آخر يهتف به الأحرار: رئيس من أجل اليمن وليس يمن من أجل الرئيس!
استقطب حوله جماهير عريضة خرجت تزأر غير عابئة بالتهديد والوعيد، مما جعل السلطة وحزبها يمضيان في استخدام ما يجوز وما لا يجوز –كعادتها في كل الانتخابات- وكان من ذلك أن تفتقت ذهنية المطبخ السلطوي المؤتمري عن حيلة ماكرة، فصدر توجيه رئاسي لأول مرة في تاريخ اليمن السعيد بصرف راتب شهري كامل وغير منقوص تحت مسمى إكرامية رمضان، وفعلاً سلم الراتب قبل يوم الاقتراع وقبل دخول شهر رمضان.
كانت الحيلة تفتقر إلى الحصافة حيث عرف القاصي والداني والمؤيد والمعارض بما فيهم (الجندي) واللجنة العليا للانتخابات التي كان فيها (الجندي) يعلن بعض النتائج قبل فرز الصناديق! عرف الجميع أن وراء هذه الإكرامية (المفاجئة) ماوراءها.
وفيما أرجع الكثير من الناس السبب للمناضل فيصل بن شملان، أقسم حزب السلطة الأيمان المغلظة أنها إكرامية بحتة ليس وراءها أي هدف سياسي أو غرض انتخابي أو رشوة للتصويت، وأنها إكرامية خالصة ستستمر كل عام.
وجاء رمضان التالي، وتناسى القوم أيمانهم المغلظة وحاولوا تناسي الإكرامية غير أن هناك أقلاماً قامت بواجب التذكير لهم وإلا عدها الناس أنها لم تكن إكرامية بل رشوة، وابتلع القوم الأمر وصرفت الإكرامية، لكن رمضان الماضي ورغم كتابات الصحف وهتاف الناس بالروح بالدم نطالب بالإكرامية إلا أن القوم حنثوا باليمين، وصموا آذانهم وبالكاد صرفوا لكل موظف (مرّاعة) بضعة آلاف مقطوعة كجعالة أو ما يساوي حق (العواف)!
ما يفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسية ثلاث سنوات، وبصرف النظر عن أن الدستور لا يسمح للحاكم بالترشح لفترة قامة، لكن هل ستصرف الإكرامية هذا العام كإكرامية فعلاً، أم سيتم الاعتراف بأنها كانت مرتبطة بالانتخابات، وإن لم يقروا بأنها رشوة!؟
عن الصحوة

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي