الرئيسية المقالات مدارات هادي يلعب بصمت
هادي يلعب بصمت
غمدان أبو أصبع
غمدان أبو أصبع
استطاع الرئيس عبدربه منصور هادي فرض نفسه على كل القوى السياسية والاجتماعية في الجنوب والشمال رغم سعي بعض القوى إلى تحميله أسباب ماتمر به اليمن ومع ذلك لم تستطع هذا القوى الخروج عليه لمعرفتها أن الخروج عليه سيجعلها تعيش تحت رحمة جماعة الحوثي والتي تشكل أكثر خطورة عليها . فالحوثي نفسة ليس بعيدآ عن هيمنة هادي عليه رغم بسط نفوذه على العاصمة صنعاء وتشكيله حكومة مستقلة إلا أنه لم يستطع أن يجعل من هيمنته على العاصمة دولة فمازال هادي هو الوحيد الذي يمتلك تحديد مصير اليمن وشعبها فهو من يحدد دخول السلع وهو من يسن الاتفاقيات الدولية وهو من يمنح التحالف ضوء أخضر لضرب الحوثي وصالح فدورهم لايزيد عن أي دور لأي حكومة اقليم وهي حكومة لاتستطع أن تعقد اي اتفاقيات مع أي طرف دون موافقة المركز بينما يستطع المركز أن يحدد مصير الإقليم دون الرجوع إليه. لم يكتفى هادي بترويض الحوثي وخلق أمامه كل الصعاب من فجوة سياسية. واقتصادية بل جرده من كل القوى والأحزاب ليضمها اليه إلى جانب عدد من قيادات المؤتمر فوحد ها تحت قيادته رغم اختلافاتها الفكرية من يسارية واسلامية ليعمل على ترويض القوى السياسية في الجنوب متحديآ الحراك. ليبعث له رسالة تعد الأقوى والتي لايمكن تجاهلها مستخدمآ المجلس السياسي الجنوبي حاملآرسالة لتلك القوى تفيد بأن القضية الجنوبية ليس قضية سياسية ولا وطنية بقدر ماهي حقوقية عزف عليه أصحاب المصالح الضيقة مستفيدآ من مشكلة ألجنوب وهي مشكلة مبنية على تراكمات من المظالم ساهمت بها كل القوى والأحزاب بما فيهم الحراك نفسه. ليعمل الساسة ممن عرفوا بالحراك على توظيفها خاصة بعض الباحثين عن نفوذ سياسي فوجدوا في القضية الجنوبية فرصتهم لتسويق أنفسهم بصفتهم المكون الجنوبي الأبرز والأقوى العامل على تحقيق مطالبهم إلا أن هذه الفكرة ماتت وخلال أيام معدودة كانت كفيلة باسقاط أكاذيب من سموا أنفسهم بقيادة الحراك بعد ظهور المجلس السياسي الجنوبي المشكل من قيادة لم تكن بارزة قبل ظهور الحوثي لتتحول إلى القوى الأبرز وتتصدر المشهد ليس بما تحمله من مشروع فكري إنما لترديدها نفس الخطابات الداعية التي دائب الحراك على ترتديها لأعوام طويلة والمبنية على الانفصال كحل لإنهاء تلك المظلومية متخذآ من المظالم وسيلة لتهيج الشارع الجنوبي ضد أصحاب البسطات وعمال البلدية رغم معرفتهم أن هؤلاء لاعلاقة لهم بمن يقف وراء نهب أراضي الجنوب والا سرق وظائفهم ليأتي الرئيس هادي ومن معه ليكشفون مدى هشاشة هؤلاء القيادات الباحثة عن خلق فجوة من الكراهية بين أبناء وطن عمهم الظلم سوية وأن حراكهم لايستطع الصمود أمام أي جماعة تسعى لتوظيف نفس الفكرة التي عمل الحراك عليها دون استطاعتها بلورة فكر سياسي يحافظ على وجودهم بدل من توظيفهم لمعاناة الآخرين ليجعلوا منها مقدمة لاستضعاف العمال والباحثين عن لقمة العيش . لقد استطاع هادي توظيف مجلس الزبيدي الذي جاء بنفس الاسلوب الذي ظهر به الحراك ليستخدم ساحة العروض لإعلان تشكيل مجلسه مستغل عضب الشارع . مخاطبآ تلك الحشود بأنه سيعمل على إنشاء كيان سياسي يتضمن إعلان الانفصال. بينما كان في الحقيقة يعلن عن انتهاء دور الحراك و الانقلاب عليه عبر تأسيس مجلس يمثل الجنوب وقضيته دون أن يالتفت إلى هذا التأسيس أحد من الحاضرين أو حتى تساورهم مجرد الشكوك أنهم يساهمون بتأسيس كيان منافس وهو دليل يؤكد أن الحرك والمجلس السياسي الجنوبي ليس قوى سياسية تحضى بقبول الشارع بقدر ماهي المظلومة الجنوبية التي تندفع مع كل من يدعوا إلى حل قضيتهم ولو بالانفصال. هكذا استطاع هادي كسر تلك الدعاية التي ظل الحراك يسوق نفسه بأنه الحامل الرئيسي للقضية والجنوبية ليجعل منه مجرد مقتنص لمعاناة الناس مستغلآ الالمهم ومطالبهم الحقوقية ليعمل على تاطيرها بما يخدم مصالحه الخاصة لتنكشف تلك العبة القذرة وتبين مدى حجمها الطبيعي في الشارع الجنوبي. ولهذافالسؤال الأهم هل استوعبت القيادات التي عملت على اختزال مشكلة الجنوب بالحراك الدرس وأن القضية الجنوبية ليس قضية سياسية ولا قضية اجتماعية ولامناطقية ولن تحل بالانفصال بقدر ماهي حقوقية تحل في إطارها القانوني.المتضمن بشرعية الرئيس هادي ضمن وثيقة الحوار الوطني. حقيقة لم كن يومآ اشك بذكاء هادي ليس لأنه ابن المدرسة الروسية البريطانية بل لما امتلكه من تراكم معرفي وسياسي مكنه من تحقيق سياسة اتزنت بالهدوء والابتعاد عن الخطاب المنفعل على وسائل الإعلام تارك كل الشبهات والتحليلات الساعية لمعرفة شخصيته دون تمكنها من تحديد شخصيته ليلعب بصمت دون الالتفات لكل تلك الإشاعات التي تحاك ضده مكتفى بارسال رسالة للقوى السياسية الجنوبية المختارة عبر مجلس الزبيدي يقول لهم وبداليل الواضح أنه يحمل رؤية يتحرك من خلالها. ونه وحده الرجل الأقوى الذي لايمكن تجاوزه

إقراء أيضا