الرئيسية المقالات مدارات الجنوب العربي.. إسم بلا هوية
الجنوب العربي.. إسم بلا هوية
غمدان أبو أصبع
غمدان أبو أصبع

هكذا استقبل اليمنيون العيد السابع والعشرين للوحدة اليمنية في عاصمتهم المؤقتة عدن ليجدوا خطابات جوفاء بدون ثوابة سياسيةعدن و لا ابعاد وطنية فالمتسابقون على الخطابات هم أنفسهم من جعلوا من هذا العيد عيد بلا هوية وطنية ولا مكون اجتماعي موحد خاصة المحافظات الجنوبية التي يتصدر الحراك والمجلس السياسي المشهد ليجعلوا من ساحة العروض مهزلة تاريخية تهدف إلى نسف تراثه الإنساني في تاريخ الأمم .

فتلك الساحة التي جسدت على مدى تاريخ الجنوب عنوان للخطاب الوحدوي والاممي يأتي اليوم من ينتزع دورها وتحويلها إلى ساحة بلا هوية وطنية لتغيب مع القادمين الجدد هوية اليمن الديمقراطية الشعبية و تستبدل باسم لا تاريخ له الا في أجندة المستعمر الأجنبي .
فالجنوب العربي رغم محاولة الانجليز اطلاقها على جنوب اليمن لم يكتب لها النجاح ليس بسبب البعد التاريخي لعدن وحضرموت وكل المحافظات اليمنية إنما بسبب تضحيات أبناء تلك المحافظات أنفسهم للحفاظ على تاريخ أجدادهم الممتد في عمق التاريخ القديم والحديث لمدنهم وهو الدافع الأول لتسابق أبناء عدن والمدن والريف في جنوب اليمن لتقديم أنفسهم للموت ابتداء بغالب لبوزة وعبود ومدرم وانتهاء بشهداء جبهة التحرير والجبهة القومية لتأتي مجموع من الأبواق ممن وظفوا مظلومية أبناء جنوب اليمن لينتزعوا هويته اليمنية ليدوسونا بخطابهم الممجد للمستعمر على تضحية أبناء ردفان وحضرموت وشبوة والضالع وكل شبر قاتل فيه أبناء اليمن الجنوبي ضد الانجليز ليجعل منهم سخرية في ثقافة الاجيال القادمة بسعيهم لانتزاع هوية التاريخية وتعديلها بتسمية لا تاريخ لها بين الأمم.

والغريب هنا هل يتخيل الأقزام ممن يقودون الحراك أنهم بنزع الهوية اليمنية من جنوب اليمن سيغيضون صالح أو الشمال حتى يجعلون وطنهم بدون بعد إنساني اوحضاري وهل ستكون هذه التسمية عامل يوحد الجنوب وهي تسمية لاترتقي حتى إلى تاريخ مدينة الشيخ عثمان فما بالك بتاريخ حضرموت أو شبوة .
احيانا وأن اتابع خطاباتهم لا استغرب طالما الأقزام والمتسلقين هم من يمتطون المشهد السياسي في عدن تلك المدينة الضاربة في جذور التاريخ اليمني و العربي والاممي على مدى أعوام طويلة حتى يأتي من لايعرف ضرورة التاريخ والجغرافيا في ثقافة الشعوب ليعمل على تجاوزها طالما ومن أمثال هؤلاء قادة .

ومع ذلك أتمنى أن يستوعب المتوافدون إلى ساحة العروض بمدينة عدن أنهم بهذا الخطاب الإنشائي يدوسون على تاريخهم قبل دوسهم على تاريخ أجدادهم. ومناطقم وأن يتعلمون من كوريا الجنوبية التي ذبح شعبها علي يد كوريا الشمالية ولولا التدخل الأممي لما كان لهم دولة ومع ذلك لم يذهب الكوريين. الجنوبيين لنزع هويتهم لمعرفتهم بضرورتها الحتمية في تكوين دولتهم.
نفس الاسلوب عمل عليه جنوب السودان رغم مايحتوية من تنوع عرقي الانه احتفظ بهويته السودانية ولم يجرد قادته السياسين شعبهم في الجنوب من الهوية الأم السودان.
هكذا يحافظ القيادات في جنوب السودان وكوريا على امتداد هم التاريخي والجغرافيا بينما يسعى أقزام وتلاميذ الساسة من الحراك والمجلس السياسي في الجنوب لنزع هويتهم.

متخيلين ان الخطابات النارية وتغيب البعد الثقافي والتاريخي لمنطقتهم سيجعل منهم أبطال بينما واقعهم لايزيد عن مجرد أبواق ينساقون بدون إدراك لخطورة ما هم ذاهبون اليه

إقراء أيضا