الرئيسية المقالات مدارات يا نفس ما تشتهي؟!
يا نفس ما تشتهي؟!
علي عبدالملك الشيباني
علي عبدالملك الشيباني

مع نهاية شعبان وقدوم شهر رمضان تتردد هنا عبارة "يا نفس ما تشتهي" وتندرج ضمن الثقافة الشعبية المحلية للمجتمع الصنعاني.

في هذا اليوم يلتقي الاصدقاء حول مائدة واحدة يتم اعداد وجبتها في كل منازل المشاركين والداعين لها. .

تتعدد اشكال التعبير عن هذه المناسبة , لكنها في النهاية تعكس احد احتفالات الترحيب بقدوم الشهر الكريم.

لكن وفي ظل ظروف لم نعهدها وهيمنة " حنشان الضما" وعكابر النهب و" دنادغ " الموت , ترى باي طريقة سيعبر الناس عن المناسبة وبعضنا بالكاد يستطيع شراء ما هو ضروري وكثيرون لا يقدرون حتى على ذل؟!.

هل بقى ما يربطنا بهذه العادة الشعبية الجميلة من امكانات التعبير عنها ولو بالحد الادنى !؟ .

ها هو رمضان اخر يحل علينا وحالنا اسوء من سابقه على كل المستويات المعيشية والامنية والنفسية والاجتماعية وغياب الدولة.

 على عكسنا هم اشتهوا وانفسهم قتل مزيد من الابرياء فكان لهم ذلك بسقوط عشرات القتلى والجرحى في " تعز ابيب " نتيجة قذائفهم العشوائية المرسلة لأحياء المدينة بمناسبة قدوم رمضان .

اما انفسنا فلا تشتهي اكثر من وقف هذا العبث بحياة الناس وامكانات البلد ونسيجه الاجتماعي.

لا تشتهي غير العيش بكرامة وأمن وأمان والفة ومحبة , بعيدا عن ثقافة الاستعلاء والاستقواء واللامبالاة التي تمرغ حياتنا بتراب الذل والمهانة والشعور بالغبن اليومي امام حاجات اطفالنا ومطابخ منازلنا المفتقرة لأبسط متطلباتها.

انفسهم تشتهي هذا القدر من التهافت على شراء الاراضي والفلل وبأسعار مضاعفة لانهم لم يبذلوا في تحصيل قيمتها سوى جرة قلم وعدم الشعور بحياء وجرم الفعل , والخوف من يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون , اما انفسنا فتشتهي توفر ابسط متطلبات اليوم واجرة المواصلات.

انفسهم تشتهي مزيدا من قهرنا واذلالنا واستعبادنا وتركيعنا , فيما انفسنا لا تشتهي سوى قدر بسيط من الشعور الجماعي برجولة بتنا نفتقدها , وشوية " قبيلة " زايد بها البعض علينا طويلا.

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي