الم اقل لكم !
علي عبدالملك الشيباني
علي عبدالملك الشيباني

في مقالة سابقة كنت قد اشرت وانا بصدد الحديث عن احوال تعز الى ان الاوضاع السائدة في المحافظة بمؤشراتها المتنوعة لن تفضي سوى لنتيجة واحدة تتمثل بإرساء واقع وثقافة الثأر والقطاعات والنهب وكل ماهو سائد في الواقع القبلي لمحافظات شمال الشمال مضروب في عشرة.
ماحدث اليوم في منطقة صبن الواقعة في عزلة قدس اكدت وبما لايدع مجالا للشك حقيقة ماذهبت اليه .
 ستة قتلى ومثلهم جرحى خلال دقائق استرجاعا لخصومة مضى عليها سنتان جرى حلها في حينة , اشير مرة اخرى الى ان الحادثة وقعت في قدس , المنطقة التي تحتضن اكثر من 150 من حملةالدكتوراة فقط والمئات من حملة الشهادات الجامعية .
 لها ينتمي الشهيد عيسى محمد سيف والشهيد الوحش وسلام والدالي وعبد الحبيب سالم والعتواني وعبد الله نعمان وكثير ممن لايحضرني اسماءهم , واسر بجاش والمغلس والخراساني وو....يتميز اهلها بالوعي العام والانتماء لمشروع الدولة والثقافة المدنية واحزاب اليسار , مع ذلك حدث فيها مالم يكن متوقعا كمؤشر حقيقي لمستقبل المحافظة على هذا الصعيد.
لو ان مقاومة تعز نشات في سياق عمل تنظيمي موحد ومكتمل على جميع الاصعدة القيادية والادارية والمالية والاعلامية كما كان في ستينيات القرن الماضي ابان معركة تثبيت النظام الجمهوري لارتبط حمل السلاح عندئذ بهدف انهاء الانقلاب وبما يشكل في النهاية امتدادا لارتباط ابناء المحافظة بمشروع الدولة وقيمها الحضارية , حينها كانوا وبمجرد انهاء الانقلاب سيعودون اكثر حماسا الى مواقعهم السابقة في المدارس والجامعات والانتماء للمهنة.
ماحدث العكس تماما حيث ارتبط حمل السلاح بالفوضى وتعدد الكيانات والتوجهات والاهداف وانفلات امني غير مسبوق , وحضور اذرع وجيوب الراغبين بتصفية خصوماتهم مع المحافظة في ظل ظروف معيشية صعبة وغياب المرجعية الواحدة.
بالتأكيد فإن هذا السلاح المنفلت سيقود الى تخلق واقع جديد وثقافة دخيلة على واقع وبنية المحافظة وفي مقدمتها ثقافة القتل والثار والقطاعات وفي النهاية تجذير واقع قبلي كان الناس قد غادروه منذ سنوات طويلة , مع الاخذ بالاعتبار تطرف ابناء المحافظة في كل شيء بما في ذلك " الهبالة " .
 فهل يستشعر ابناء المحافظة خطورة الماءلات التي يساقون اليها , والى اي مدى هم قادرون الى تجاوز ظروف راهن المرحلة وحصر مهمة البندقية في اطار وظيفتها المفترضة !!؟

 

إقراء أيضا