الرئيسية المقالات مدارات المجاهد.. ضحية الجحود
المجاهد.. ضحية الجحود
محمد صادق العديني
محمد صادق العديني

لم يـــكن مــجرد رســام كاريــكاتير ... إنــه أيقونــه إنسانيـــة وفنيــة وفكريـــة عظيمـــة ..

 عبدالله المجاهد "أبو سهيل" ، الفنان التشكيلي المعروف ، ورسام الكاريكاتير الشهير ، وصاحب إمتياز تصميم معظم ترويسات الصحف اليمنية ( حكومية ، حزبية ، مستقلة ) ، وشعارات القنوات والإذاعات الأهلية ، والمواقع الإلكترونية ، ومنظمات المجتمع المدني ، وهيئات حقوق الإنسان ، فضلاً عن شعارات المئات من حملات التضامن والحشد والمناصرة ، والإحتفائيات الإنسانية ، والإجتماعية ، والسياسية ..

هذا الأستاذ الإستثنائي ، والإنسان المتسامي .. هذا الفنان العظيم ، والقيمة الفنية الكبرى ، على مستوى محلي وخارجي .. 2 هذا الرجل النبيل ، والزميل الذي ما خذل يوماً أحد ، والصديق المبتسم دوماً ، والمفكر العاشق حد التماهي لهذا الوطن وترابه ، والمبشر بإستمرار بالحرية ، والناشر على الدوام لقيم التسامح والعدالة ودولة الحكم الرشيد .. هذا المجاهد الإستثنائي الأستاذ الصحافي والفنان التشكيلي والكاريكاتوري الإستثنائي .. مات ..

3

نعم مات وسط جحود الوطن : بهيئاته ووزاراته ( الثقافة و الإعلام ) ، وأحزابه ( الحزب الإشتراكي ، وإتحاد القوى الشعبية )، ونقاباته ( نقابة الصحافيين ) في المقدمة .. ووسط عجزنا نحن محبيه وأصدقائه عن فعل ما يساعد في إنقاذ حياته والتخفيف من آلامه ..

وبالمناسبة فإن فقيدنا المجاهد ... هو مستشار وزارة الثقافة .. ومع هذا خذلته الوزارة سواء التابعة لأوغاد صنعاء ، برغم أن الاوراق والتقارير الطبية سلمت لنائب الوزير هدى أبلان، منذ كانت القائم بأعمال الوزير .. ونفس التصرف غير المسئول ، أتبعته وزارة الثقافة التابعة لأوغاد الشرعية ، ووزيرها الزميل مروان دماج ، وهو صديق ورفيق الفقيد منذ سنوات طويلة وعملى سوية في جريدة "الثوري" ..

4

كم أشعر بالخجل والحسرة من عجزنا تجاه شخصية بقدر وحجم هذا المجاهد النبيل الذي رسم بإبداعاته ما يخلد أسم اليمن عالياً ، مرتقياً بمهنة المتاعب في سماء النبل والرسالة الصحافية والفنية السامية ..

5

عبدالله المجاهد .. لم يكن مجرد رسام كاريكاتير .. إنه أيقونة إنسانية وفنية وفكرية عظيمة .

6

مات عبدالله المجاهد .. بعد أن تقاسم الجميع جريمة خذلانه .. وبينما كان يتألم موجوعا .. كان جميع الأوغاد المتوزعين بين صفوف ( الشرعية والإنقلاب ) يواصلون ولا يزالون وسيظلون إعتلاف أخضر ويابس هذه البلاد التي جردنا فيها من كل شيء ..

7

أتدرون .. كان يمكنني أن أغفر ، ولو قليلا ، للإنقلابيين لو أنهم بادروا لعلاجه .. وكنت سأنظر بقليل من الإحترام للشرعجيين لو أنهم لم يخذلوه وسارعوا لعلاجه على نفقة ( الدولة ) .. لكنهم لم يفعلوا .. عليهم جميعا اللعنة ..

8

تمنيت لو أنه كان بإمكاني أن أفعل لهذا الرجل النبيل في مرضه أكثر .. لكن خذلان البلاد طاغ حد الكفر .. حين كان هنا على سرير المرض والمعاناة .. أتصلت وتواصلت مع الكثيرين ، هنا وهناك في الخارج .. ولكن للأسف لم يمنحونا سوى الخذلان .. لم يتفاعل معي بكل إنسانية سوى اثنيين .. من صنعاء الصديق عبدالحافظ السمه - رئيس مجلس إدارة شركة كمران - والذي ساعد في سفره للقاهرة .. وهناك تواصلت مع الصديق عزالدين الأصبحي ، والذي وعدني أنه سيفعل وبصورة شخصية ما يستطيعه وأظنه صدق بما وعد .. لكن جهودنا جميعا لم تكن كافية .. وهناك في القاهرة مر فقيدنا الكبير بوضع مادي سيء جدا ولم يستكمل علاجه فأضطر للعودة إلى صنعاء مخذولا ، كما كان أضطر لمغادرة مستشفى الثورة سابقا لذات الخذلان ..

9

وقاحة بلا حدود تلك التي يتمتع بها الكثير من السفلة الذين تسابقوا لرثاء النبيل عبدالله المجاهد .. بينما هم في مواقع حكومية كبيرة لم يحاولوا مساعدته على تكاليف العلاج والتزاماته .. حتى أل1500$ المبلغ التافه الذي وجه بصرفه بن دغر كمساعدة علاجية قبل اكثر من عام لم تصرف .. عليكم لعنتي أنتم و هذه الشرعية التي لا تجيد سوى الخذلان ولا تحسن غير الوقاحة .. 10 يا أيها الناس .. عبدالله المجاهد "أبو سهيل" .. لم يكن يستحق كل هذا الجحود والخذلان ..

وإلى الحلقتين : ¤ الثانية 2 : ستكون مخصصة لزمالتنا في "الثوري" ، وكذا الشعارات التي صممها لمنظمتنا إضافة إلى تناول الجائزة التي تعمل منظمتنا على إطلاقها بإسمه تكريما له .. ¤

في حين سأخصص الحلقة الثالثة 3 : لرثائي الشخصي وعلاقة الصداقة التي جمعتني به .. رحمه الله واسكنها فسيح جناته .

أن تفقد البشرية ، سياسيا ..

فذلك لا يمثل أدنى خسارة ..

الخسارة الفادحة عندما نفقد فنانا ...

وحين يكون هذا الفنان إستثنائيا كعبدالله المجاهد ..

فإن الخسارة تصبح نكسة كبرى تمنى بها البشرية وتجتاح الكون .

إقراء أيضا