الرئيسية المقالات مدارات محاولة الاصطياد الفاشلة في المقابلة التلفزيونية لمحامي الشعب
محاولة الاصطياد الفاشلة في المقابلة التلفزيونية لمحامي الشعب
د. علي مهيوب العسلي
د. علي مهيوب العسلي

أكتب هذا المقال ليس رداً على المتطاولين على محامي الشعب الاستاذ عبد الله نعمان محمد ،فقد تكفل بالرد عليهم شعبنا العظيم من خلال ارتياحه وتأييده لكل حرف قاله في تلك المقابلة ؛ فكان رد الشعب عليهم أبلغ..؛ ومن يكذب عليه عمل استطلاع للرأي العام حولها..!

 ومقالي هذا ايضاً ليس لإزالة لبس أو غموض حدث في المقابلة ..؛ فقد كان حديث الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في قناة يمن شباب في برنامج المذيع الجاد عارف الصرمي "ما وراء السياسة " ..؛ حديثاً كاملاً مكملاً ،وصادقاً شفافاً صريحاً يدخل قلوب البسطاء قبل دخوله عقول وافئدة النخب ؛ لأنه قد أجاب بما في قلبه وعقله ونقل مواقف تنظيمه وعبر عنهما بأحسن تعبير..!!

 لقد كان الأمين العام على درجة عالية من الشفافية الوضوح ولا احداً خارج النقد البناء من قبله ، وامتاز بقدرة فائقة في السيطرة على اعصابه ؛ وتمكن من الإجابة على أسئلة الغيور على وطنه الاستاذ عارف الصرمي ،والتي كانت كالصواعق والبراكين والزلازل ،فلو كان أي أحد غير الاستاذ عبد الله نعمان لربما كان قد انهار من السؤال الأول ،فالأسئلة كانت قوية وعنيفة ومستفزة ؛ لكن الاخ الأمين العام تعامل معها بهدوء تام وأجاب عليها بشكل مسؤول ولم يترك أي سؤال من غير اجابة..!!

أما الذين جندوا أنفسهم أو جُندوا _لا فرق_ للإساءة والتهكم وتأويل وتفسير منطوقاته وهم لا يعلمون مثل علمه باعتباره رجل قانون بالمقام الأول فهو يعي ما يقول قانوناً ،وهو قائد تنظيم سياسي يحمل معه مواقف التنظيم أينما حل ،فعبر عن تلك المواقف في هذا الحوار الشيق في برنامج ما وراء السياسة ؛ بمعنى أنه لم يأتي لهذا لبرنامج كترف سياسي - دون قضية أو مواقف - أو جاء ليشهد لهذا وينتقص ذاك ، بل أتى يحمل برأسه رؤية تعب عليها هو وكوادر تنظيمه ،وقيادات وكوادر أحزاب اخرى،ولا تزال معرقلة ولم ترى النور بعد..!

لقد انطلقت عقب المقابلة مباشرة أبواقاً ، واقلاماً لا تراعي قِيم ولا تراعي مواقع الشخصيات السياسية التي يستهدفونها، فأكثروا من الوشايات والتحاملات و بشكل مكثف وممنهج في مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي من ليلة الاربعاء الماضي لحد اللحظة ؛ ولقد اظهروا ما كانوا يخفونه في صدورهم الى السطح ؛ لقد أظهر بعض كوادر شركاء التنظيم احقادهم وتبين أنها لا تزال مغروسة في صدورهم ورموها على التنظيم وقائده السياسي المحنك الاستاذ عبد الله نعمان، وهو شريك معهم في كل الحوارات وفي اجتماعات اللقاء المشترك _ للتقييم.. تبين أن ما يقارب الــــ 20 سنة شراكة عمر المشترك أو يزيد ،لكنه لم يستطع إزالة الشوائب العالقة بالأحزاب السياسية على امتداد تاريخها ،ولم يستطع تغيير سلوك الاحزاب وترشيدها لتتجاوز ثقافة واحقاد الماضي _ ولا شك ان مستوى الالفاظ والدلالات لبعض التعليقات على أمين عام تنظيم سياسي مازال غضوا في كل تجمعاتهم ؛ فهي توحي بأزمة عميقة في النفوس بين القوى المؤيدة للشرعية..؛ ويقيني أن هذا الوضع يحتاج لحوار وخلق ثقة وتطمين ،ويحتاج كذلك لوقفة جادة وتقييم ومراجعة.. أليس كذلك؟؟!

إن أميننا العام للتنظيم لمن لا يعرفه ؛ فهو يمتاز بالمرونة ويتقبل النقد ويحرص على العهود والمواثيق ، فهو احرص الناس على شركائه وزملائه ، وكوادرهم وانصارهم من قبلهم ؛ ويعمل ليل نهار من اجل الارتقاء بالعمل السياسي وتمتين العلاقات ؛ ويعمل كذلك على تمثيلهم عند غيابهم أو تغييبهم ، ولقد عبر الأمين العام عن تعففه وتعفف تنظيمه أكثر من مرة على فكرة التقاسم والمحاصصة للسلطة والمناصب والتي البعض لها يلهثون ويتسابقون ويتفننون في تسويق أنفسهم أو من يزكون ،فيحسدون بعض كوادر التنظيم لو تم استيعابها في بعض مرافق الدولة ، فتجد من يتحدث عن التنظيم _بأنه حزب ميكروبي أو أبو سبعة أو ابو اربعة ،ومن يتحدثون عن ذلك يتناسون ان الاحزاب هي فكرة وبرنامج وايصال اهداف للمجتمع وتحشيد الناس حولها واقناعهم بالإيمان بها وتحريضهم على دعمها لتصبح واقعاً بعد ان كانت فكرة نظرية ،وينسون كذلك كيف كانوا يتحدثون عن الحوثة وكيف بعد ذلك وضعوا لهم اوزانا منذ مؤتمر الحوار الوطني ،عند ما تم تقديمهم على الحزب الاشتراكي والتنظيم الوحدوي في عدد الممثلين في الحوار _ ويقلل منه ويحاول التقليل من حجمه ومن أنه صغير ،وهكذا..؛ ومن أنهم يحلمون بما يتجاوز حجمهم ،وبالتالي فهم يسمحون لأنفسهم من تقسيم الأحزاب فيقسمونها ،،ثم يحددون العدد والنسب التي يستحقون ،بل واقتراح الاسماء التي يرغبون ، فيحاولون تصوير ذلك لصانع القرار وبمختلف الوسائل الأساليب..!!

اختم بما بدأت به عنوان مقالي، فأقول: أن اصطياد بعض الكتاب المحسوبون على اتجاه سياسي معين لجملة قالها الاخ الأمين العام في الحوار عندما سمى حكومة الشرعية الحالية بحكومة الأمر الوقع ، وكل التعليقات او معظمها تدندن حول هذه الكلمة ،فنقول لهم لا تصطادون بالماء العكر فهي ستبوء بالفشل ،وهذا الاصطياد لو فتح فأنكتم ربما من ستكتوون بناره فعلاً لا قولاً ،ففكرة الارتزاق والإعاشة من زرع الخلافات والشقاق بين السلطة الشرعية وبين قيادات بعض الاحزاب فيها ،وبينها وبين بعض دول التحالف بضاعة في نهاية المطاف خاسرة دنيا ودين  ،فعندما عبر الاخ الأمين العام بلفظ حكومة أمر واقع ،كان لا يقصد مطلقاً شخص دولة رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بنن دغر ،كما قال ذلك صراحة عند الحديث عن الاستاذ خالد بحاح عندما سأله المذيع فقال له هل انت مع بحاح قال لا؛ أننا لا اقصد الاشخاص وإنما الاجراءات الدستورية والقانونية ، ومن استغل هذا اللفظ أظنه لا يعلم العلاقة المتينة بين الاستاذ عبد الله نعمان ودولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر؛ فهي أكبر مما يتوقعون ،فلن يوقعون بينهما ، فهما على اتصال دائم وفي تعاون مستمر ، وموقفه الذي اعلنه في البرنامج لم يكن موقفه الشخصي والقانوني فحسب ،بل هو موقف مسبق للتنظيم وقد صدر به موقف رسمي في حين حدوث التغيير لرئيس الوزراء خالد بحاح ،وصرح به الأمين العام في اكثر من مناسبة ودولة رئيس الوزراء على علم بهذا.. يا هداكم الله ..!!

إقراء أيضا