الرئيسية المقالات مدارات جعفر جسار .. قضية تنتظر الإنصاف
جعفر جسار .. قضية تنتظر الإنصاف
فاطمة الاغبري
فاطمة الاغبري

ومن اليوم

ماعاد الموت ليعنيني

وماعادت معركة تكبر في عيني

فأنا الراحل وسابحث جادا

طرقا شتى

لالحق روحي

وسأكون كمثلك ياولدي

شهيدا

بعد شهيد

بهذة الكلمات المؤثرة التي اخترتها من قصيدة كتبها والد الطالب جعفر جسار حاولت ان انقل لكم شعور هذا الرجل الملكوم الذي عبر عن فقدان فلذة كبده بهذه الكلمات التي تفوح منها رائحة الألم الممزوجة بوجع الفراق الابدي .

جعفر محمد جسار الطالب اليمني المثابر، الاذكى بين إخوته والمنحدر إلى أسرة تنتمي لمحافظة عمران الواقعة شمال اليمن حصل على المرتبة السابعة في المحافظة وبمعدل96%وبناء على ذالك حصل على منحة دراسية مقدمة من الحكومة اليمنية لدراسة في روسيا الاتحادية عام 2014.

سافر جعفر إلى روسيا في 2015 تاركا خلفه أسرته واصدقائه الذين ودعوه بقلب محزون وهم لا يعلمون أن هذا سيكون وداعهم الاخير له، ثم طار بجناحيه عاليا ليحقق حلمه في الدراسة والعودة إلى وطنه حاملا بين ذراعيه شهادته العلمية مصدر فخره.

درس جعفر في سان بطرس بوغ هندسة إلكترونية وكان في مستوى ثالث قبل أن يوجد جثة في إحدى ضواحي موسكو . الشرطة الروسية تقول انها عثرت على جثة جعفر في 25 ديسمبر 2017 ولكن الغريب في الامر ان الشرطة لم تبلغ السفارة اليمنية بموسكو إلا بعد مرور أكثر من شهر رغم وجود كل البيانات الخاصة بالطالب أثناء العثور عليه.

قال صديق لطالب المغدور به أن جعفر سافر إلى أرمينيا للحصول على فيزا جديدة بعد نقله للجامعة وكان يفترض أن يعود خلال اسبوع ولكنه اختفى وفي 18 ديسمبر تواصل جعفر مع صديقه مجددا وطمئنه انه بخير وان سبب تأخره جاء نتيجة لحصول مشكلة في الفيزا.

في 21 ديسمبر كان يفترض أن يعود جعفر ولكنه اختفى بعد ذلك تماما ثم وجد بعدها جثة هامدة ماتت معها كل الاحلام والطموحات .. ماتت معها ثلاث سنوات من الدراسة والتعب والغربة بعيدا عن الاهل والأصدقاء والاحباب وعن وطن مذبوح من الوريد للوريد .

قضية اختفاء جعفر ووجوده بعد ذلك مقتولا يضع تساؤلات عدة حول ماهي ملابسات الحادث؟وما الذي حدث؟والسؤال الأهم من هذا كله يقع على عاتق الشرطة الروسية التي أثارت استغرابي حينما تأخرت في الإبلاغ عن الجريمة رغم عثورها على الجثة قبل شهر،وكذلك على السفارة اليمنية التي لم تتحرك حينما تلقت البلاغ ولم تعطيه الاهمية المفروضة رغم انه تكرر مرتين ،وربما ذلك يعود إلى رخص الروح اليمنية عند الجميع وبالأخص ممن من هم منا وفينا .

طبعا بعد ضغط من الطلاب اليمنيين في روسيا اجتمعت السفارة اليمنية في موسكو يوم الخميس قبل الماضي مع نائب وزير الخارجية الروسية وبتكليف مباشر من وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي وخرج الاجتماع بتشكيل لجنة من الخارجية الروسية للتحقيق في القضية مع المطار والشرطه والمستشفى ومكان العثور على الجثه.

وللاسف الى اليوم مرت عشرة أيام منذ تشكيل تلك اللجنة ولم يصدر أي بيان منهم حول القضية ويبدو أن اللجنة أعلن عن تشكيلها من أجل ذر الرماد على العيون وأسكات الراي العام ودفن القضية في مقبرة النسيان.

ولهذا على السفارة اليمنية في موسكو والخارجية اليمنية إثبات حسن النوايا و احترام الروح اليمنية وعدم التساهل مع هذه القضية لانها ليست قضية جعفر أو أسرته بل قضية كل يمني وكل طالب يدرس خارج اليمن وقضية كرامة.

كما ان مثل هذه القضايا لا يجب أن تمر مرور الكرام ولا يجب السكوت عنها لأن السكوت هو دعم واضح وتشجيع للمجرمين بارتكاب مزيدا من الجرائم كما أنه يعطي الدفع للآخرين بالإستهانة بالروح والدم اليمنية ويجعلها عرضة لأي انتهاك قد يصل إلى حرمانه من حقه في الحياة.

إقراء أيضا