علي عبدالملك الشيباني

غريب أمر بعض اليمنيين, في اهتماماتهم وطريقة تفكيرهم وطبيعة المواضيع التي تلفت انظارهم وتحتل مساحة كبيرة من نشاطهم الذهني, الى جانب وقتهم المهدر في مواضيع هايفة لا تشغل الا منهم في مستواهم وعلى شاكلتهم.

كل شيء لدينا يعكس طبيعة البيئة التي لا يمكن لها ان تنتج غير هذي البضاعة البشرية المصنعة خارج المواصفات الانسانية المتبعة في اقطار من بلغوا اقطار السماوات والارض بسلطان العلم والمعرفة والاهتمامات المجدية والتفكير السليم الذي يصب في صالح الانسان ورفاهيته وسعادته والارتقاء بطبيعة ومظاهر حياته.

انسان يتجاوز همه اليومي المعيشي والأمني والصحي, يتناسى راتبه وجوعه وفقره والامتهان اليومي لكرامته, لا يستوقفه الحال العام وحجم الفساد والعمارات التي تشيد في أيام, وكم الصرافين ومحطات البترول والغاز وموديلات السيارات بأنواعها التي يتمخطر عليها جياع الامس واشكال المغارات وكهوف البدايات البشرية, يغفل كل هذا وغيره من المآسي ويولي بالمقابل جل اهتمامه ويهدر وقته في ما يتناسب ومستوى وعيه من سفاسف الامور مثل اشاعة ما قيل عن قيام وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، بتناول "الشمة" في مؤتمر الرياض.

يومان ونحن نقرأ عن هذه السخافة في وسائل التواصل الاجتماعي لدرجة يخيل اليك وكأنك في بلاد يعيش اهلها حياة الرفاهية والسعادة ولم يعد ينقصهم سوى " التريقة " وتأليف ما يتناسب ووضعهم الباذخ.

"الشمة" السوداء توضع في علبة خاصة معروفة والبيضاء كذلك , كما ان تناول النوعين من الشمة ايضا معروف وتقليدي, بينما ظهر الرجل وهو يتناول شيئا من ورقة " كلينكس " قد يكون علاج او حتى "لبان صومالي".

كما انني اعرف الرجل عن قرب فهو لا يتناول "الشمة" ولا يدخن السجائر. واجمالا كانت اللقطة غير مكتملة وخالية مما يمكن له ان يمنح هؤلاء المسخ فرصة التباري في اظهار ثقالة الدم واضحاك بعضهم.

وحقيقة لم يكن الاخ عبد الملك، موفقا حين كلف نفسه الرد وايلاء شيئا من الاهتمام لهكذا " بلاسع " 

طيب يا أخوه, مش جرت العادة انكم تربطوا الشمة بالرجالة, اذا فقد بدا الرجل قبيلي عسر وهو يتعاطى "ملح الرجال " كما تطلقون عليها.