الرئيسية المقالات مدارات إلى الداعين لثورة الجياع .. ؟!؛ اعدلوا فمساوة الجلاد مع الضحية ضياع.
إلى الداعين لثورة الجياع .. ؟!؛ اعدلوا فمساوة الجلاد مع الضحية ضياع.
د. علي مهيوب العسلي
د. علي مهيوب العسلي

أولا أنا ضد أي فساد تمارسه الشرعية وضد وجودهم بالخارج وضد كل التعينات التي حصلت وتحصل وضد استلامهم بالدولار ؛لكنني مع الشرعية وسأظل معها لأنها شرعية ،وشرعيتها ليس من التوافق وحسب ،وانما من خروج ثورة مطالبها واهدافها لم تحقق حتى الآن ،فثورة 11 فبراير قد عبرت عنها أكثر من اربعين ساحة وانتجت وثيقة مخرجات الحوار الوطني التي في نظري الدليل النظري لبناء دولة جديدة اتحادية، حيث أن الحوار الوطني قد شخص جميع المشكلات واسبابها وجذورها واوجد الحلول لكل القضايا وفي المقدمة منها القضية الجنوبية فلا داعي للمزايدين من مزايدتهم ..!؛

لست من المستفيدين من الشرعية ،بل انا وزملائي من المتضررين فجامعاتنا منذ أكثر من سنتين بدون رواتب وجامعاتنا تعبث بها عصابة انقلابية وفق مسوغ سلالي اقصائي كان اخر فصولها نهاية الاسبوع الماضي عندما اجتمع مجلس الجامعة غير الشرعي المفروض من قبل مليشية الحوثي ؛ حيث قامت بفصل مائة وستين استاذا جامعيا في جامعة صنعاء لوحدها ، و كاتب هذه السطور من ضمنهم وذنبي أنني نزلت للعاصمة عدن كمندوب لنقابة أعضاء هيئة التدريس أنا وزميليّ لمتابعة الشرعية كي تدفع الرواتب كما وعدت وتعهدت ،لكننا لم نحصد منها سوى الخذلان ،حتى انها لم تتخذ أي اجراء ضد تغول الانقلابين بالجامعات وتغيير مناهجها وتطهير الجامعات من الكوادر واستبدالهم بسلالين أو موالين(زنابيل ) بحجج واهية تارة انهم منقطعين وتارة أنهم خونة وعملاء ومرتزقة لدرجة انهم عينوا متوفين بدل العاملين والشرعية لم تحرك ساكنا ازاء كل ذلك رغم صيحاتنا المتكررة ، بل الغريب ان قادة الحوثة في جامعة صنعاء التي انتسب إليها ، نتيجة للفساد والإفساد في صفوف موظفي الشرعية قد استلم بعضهم رواتبهم من قبل الشرعية دون أن ينزل احدا منهم ولا يزالون، بينما من يدعم الشرعية ونزل وتعرض للاعتقالات والاهانات لا يزال يراجع ويتظلم ولم يدفع له رواتبه اسوة بالحوثين الذين يتخذون قرارات بفصلنا من جامعاتنا ..مع كل أسف..!؛

إن الدعوة للنزول ضد الانقلاب وضد الشرعية وضد التحالف هكذا دفعة واحدة دون تميز ودون فصل ،فهذا يعني أن الثورة المناداة لها قد تجلب مزيدا من الشقاء ولن تكون مفيدة أو تأتي بنتيجة ايجابية لمصلحة المجموع ،لأنها ليست استحقاق ،بل هي ردة فعل ،فثورة فبراير المستحقة مازالت فصولها تتوالى ولم تنتهي بعد لا بالفشل ولا بالنجاح..!؛ فلما الارتداد والتخلي ؟؛ ولماذا هذا الاحباط ؟؛ الذي قد أو صل البعض الى اعتبار من أتوا من رحمها ينبغي الثورة عليهم كما الانقلابين بالضبط ..!؛ هذا لا يجوز ولا ينبغي الخلط ..!؛ فمساوة الشرعية الأتية من رحم الثورة على الأقل نقول نصفها ومساواتهم مع الانقلابين الذين ثاروا على توافق الجميع وعلى خيارات الجميع وارادوا بعودة اليمن الى عهود الامامة كحكم سلالي لا يقبله اليمنيون ..!؛ هذا الخلط هو ضياع للحق وخلط للأوراق ونسف لكل المكتسبات ولا ينبغي التفريط بالمكتسبات والمتمثلة بوثيقة مخرجات الحوار الوطني ،فالانقلاب ينبغي ازالته وانهائه أولاً، واستعادة الدولة ومؤسساتها ثانياً ،ثم الذهاب للاستفتاء على الدستور المصاغ من وحي موجهات مخرجات الحور الوطني هذا ثالثاً ،ثم الذهاب بعد ذلك لصندوق الانتخابات لاختيار البرلمان الاتحادي وللأقاليم والحكومات والرئيس هذا رابعاً وأخيراً ..فإن خرج الفائزون عن برامجهم وتعهداتهم وقسمهم الدستوري ثُرنا عليهم عندئذ وتغييرهم سيكون أسهل وابسط مما نتصور ،لأنه سيكون من غير أثمان ..!؛

إن مساواة الانقلاب بالشرعية ظلم ،وتحميل التحالف وزر فشلنا ايضاً ظلم ؛ فصححوا قبل أن تخرجوا ..؛ واحذروا خدمة الانقلابين والانفصالين وما ورائهم من مشروع خارجي فارسي ..!

أقول بكل وعي انني مع شرعية الرئيس هادي حتى النهاية مهما رافق مسيرته من عوائق وقصور وتجاوزات حتى..؛ أقول ذلك وانا غير مستفيد من حكمه البتة ، ولا في الافق ان استفيد ،فقط لأنه استطاع ان يكشف ألاعيب ومؤامرات المتآمرين دون أن يتورط في سفك الدماء، ولأنه حتى الآن استطاع أن يفكك المركز المقدس وانهائه الى الابد ، ولولا ذلك لما تطاول المتطاولون ،وهدد بإسقاط سلطته الشرعية الساقطون والفوضويون ، ولآنه كذلك  معلن وبشكل واضح ويتعهد باستمرار أنه سينتصر لمشروع الدولة الاتحادية بأقاليم ستة وحتى النهاية حتى لو دفع روحه ثمنا لذلك ،وهو ايضاً متمسك بمخرجات الحوار الوطني فأنا معه في هذا.. و لن أنزل غدا أو بعد غد ..وادعوا الأخرين لعدم النزول على الأقل في الموعد المحدد الذي يترصده المغرضون لإحداث فوضى وتخريب ..أما إن حاد عما ذكرت..؛ فلكل حاثة حديث..!

 

إقراء أيضا