الرئيسية المقالات مدارات من وراء القضبان .. عمار طوق نجاة للفقراء والمساكين
من وراء القضبان .. عمار طوق نجاة للفقراء والمساكين
فاطمة الاغبري
فاطمة الاغبري

"ولأن الله قريب جداً فلطفه بالقلوب لا ينتهي " بهذه العبارة الجميلة تستقبلك صفحته الشخصية حينما يدعوك الفضول الى زيارتها لتعرف المزيد عن هذا الشخص الذي يستغل كل وقته وجهده في المناشدات والنداءات لفاعلي الخير لكي ينقذوا من يغرقون في بحر المعاناة ويتجرعون البؤس في كل اللحظات، والجميل في ذلك انه ينجح في جذب الكثير من فاعلي الخير فيهرولون له مستجيبين لنداءاته .
"عمار حسن" هذا هو اسمه الذي يتخذ من رأس صفحته مكاناً للتعريف على شخصه ،استطيع ان اقول عنه انه طوق نجاة للكثير من الأسر التي قست عليها الحياة ومن فيها فتوجهوا بعد الله اليه ليبثوا له شكواهم وقلة حيلتهم عله يجد لهم من يسمع ويساهم في مساعدتهم لتجاوز الصعاب التي تترصد لهم في هذا الوطن المثخن بالألم .
تابعت عمار وما ينشره من نداءات لفاعلي الخير ولاحظت حماسه المستمر لمساعدة الجميع.. مرضى، ومسنين ،ونازحين ،وفقراء ،ومساكين ،وشدني كثيراً نشاطه الانساني المميز الذي يقوم به بعيداً عن الكاميرات التي اصبحت وسيلة للكثير ممن يتعمدوا على اهانة الاخر تحت اسم فعل الخير ويبحثون عن الشهرة حتى يتحولون الى شخصيات معروفة على حساب الفقراء والمساكين والمحتاجين .
تخيلوا بعد هذا كله نكتشف انه يمارس كل ذلك العمل وكل ذلك الجهد من خلف قضبان السجن في حجة الذي سجن فيه منذ سبع سنوات بتهمة القتل بدون قصد وهو يواجه الان حكم الاعدام ، حقيقة خبر مؤلم جدا وموجع كون عمار شخص فكر بالاخرين وترك نفسه معلقة تنتظر قضاها، عندما سمعت بقصته تذكرت الاية القرآنية ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بها خصاصة ) ، وهذا هو حال من فكر في الناس وقضاياهم وعمل على مساعدة الكثير حيث كان الدال على الخير وترك التفكير في نفسه التي هي حق عليه ، نبل هذا الشخص جعله عزيز النفس لدرجة انه لا يتكلم عن محنته ابداً بل ظل كاتم هذا السر الى ان افشى به صديقه جميل .
يقول جميل زياد وهو ايضا سجين يمارس العمل الانساني من داخل جدران السجن في محافظة ذمار ويساهم في انقاذ العديد من الاسر التي تتواصل معه ان عمار سجن بقتل خطأ منذ سبع سنوات ومحكوم عليه بالاعدام وهناك تحركات لاعتاق رقبته وصلت الى ان يكون هناك مبلغ25 مليون ريال يمني قابل للتخفيض في حال تدخل مشائخ واعيان مؤثرين لعتق رقبته بالطبع مبلغ كهذا كبير جداً على مواطن كعمار الذي عمل من اجل حاجة الاخر وترك نفسه اضافة الى انه لا يملك هذا المبلغ الكبير .
ولان عمار له مكانه عند الكثير اطلقت نداءات من اجل الوقوف معهم في محنته وفتح باب التبرعات لتوفير المبلغ لكي يستطعون في المساهمة بعتق رقبته ، وكم اتمنى ان تتجلى معاني الانسانية من قبل اسرة اولياء الدم ويسبقون الجميع في عتق رقبة عمار لوجه الله ليكون ذلك موقف لن تنساه لهم الايام .

إقراء أيضا