كتب - السيد علي
تحل اليوم الذكرى الـ 49 على وفاة الرئيس جمال عبد عبد الناصر، القائد الفعلي لثورة يوليو عام 1952، ورائد حركات التحرير في الشرق الأوسط والدول الإفريقية، وثانى رؤساء الجمهورية.
كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائداً لـ 23 يوليو، التي ستظل واحدة من أهم الثورات في التاريخ الحديث، بما خلفته من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية غيرت وجه الحياة بمصر وعلى امتداد العالم الثالث.
وعلى مدار حياته الرئاسية التي استمرت 18 عاما، اتخذ الزعيم الراحل قرارات مهمة وخطيرة، أهمها إنشاء السد العالي وتأميم قناة السويس وإنشاء التليفزيون المصري، وبناء استاد القاهرة الرياضي بمدينة نصر، وبرج القاهرة، كما توسع في التعليم المجاني بكل المراحل، وتوسع بمجال الصناعات التحويلية، حيث أنشأ أكثر من 3600 مصنع وعدة مدن وأحياء جديدة، كما شهدت الثقافة والفنون كالسينما والمسرح ازدهارا لافتًا في عهده.
كما أسس منظمة "عدم الانحياز" مع تيتو وسوكارنو ونهرو، وأسهم في تأسيس منظمة التعاون الإسلامي عام 1969
أهم وأخطر قرارات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
ـ تأسيس حركة الضباط الأحرار
من أهم القرارات وأخطرها، التى اتخذها الرئيس جمال عبد الناصر فى بدايات حياته، وأثرت على كل السنوات التى أعقبت ذلك، تأسيسيه حركة الضباط الأحرار من عدد من الضباط فى أفرع مختلفة بالقوات المسلحة المصرية.
فى عام 1949، شكل جمال عبد الناصر “اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار”، وتألفت من أربعة عشر عضواً من مختلف التيارات السياسية والاجتماعية.
ـ قيادة الثورة ضد الملكية
رأى جمال عبد الناصر، أن السلطة الملكية المصرية، لا يمكن إصلاحها بالعمل السياسى، ولذلك قرر الثورة على الملكية وإقامة حياة سياسية جديدة، بعيدا عن احتكار السلطة والثروة فى يد العائلة المالكة وأتباعها ومعاونيها.
بالفعل فى ليلة 23 يوليو من عام 1952 قاد جمال عبد الناصر الضباط الأحرار وتوجه إلى القصر الملكى، وخلع الملك فاروق وأعلن نجاح الثورة فى بيان تلاه من الإذاعة أنور السادات صديق جمال عبد الناصر ونائبه والرئيس المصرى الذى جاء بعده.
- أسس جهاز المخابرات العامة المصرية
أنشئ الجهاز بعد ثورة يوليو 1952 لكي ينهض بحال الاستخبارات المصرية، حيث أصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر (1918 - 1970) قراراً رسمياً بإنشاء جهاز استخباري حمل اسم "المخابرات العامة" في عام 1954 وأسند إلى زكريا محيي الدين مهمة إنشائه، بحيث يكون جهاز مخابرات قوي لديه القدرة على حماية الأمن القومي المصري.
ـ إصدار قانون الإصلاح الزراعي
فى سبتمبر من العام 1953 اتخذ جمال عبد الناصر، واحدا من أبرز قرارات ثورة يوليو، وهو تحديد الملكية الزراعية للافراد وتوزيع الاراضى على صغار الفلاحين .
وينص قانون الإصلاح الزراعى على تحديد الملكية الزراعية للأفراد، وأخذ الأرض من كبار الملاك وتوزيعها على صغار الفلاحين المعدمين، ثم صدرت تعديلات متتالية على القانون حددت ملكية الفرد والأسرة متدرجة من 200 فدان إلى خمسين فدانا للملاك القدامى، وأصبح لكل فلاح مصرى 5 أفدنة يزرعها ويأكل ويعيش من خيرها.
- إنشاء السد العالي
يعتبر السد العالي أعظم وأكبر مشروع هندسي في القرن العشرين من الناحية المعمارية والهندسية، متفوقا في ذلك على مشاريع عالمية عملاقة أخرىوأقيم السد العالي، لحماية مصر من الفيضانات العالية التي كانت تفيض على البلاد وتغرق مساحات واسعة فيها أو تضيع هدراً في البحر المتوسط.
ـ تأميم قناة السويس
قرار الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، هو أحد أهم وأخطر القرارات، التى اتخذها الرئيس جمال عبد الناصر.
وأعلن الرئيس جمال عبد الناصر قراره الثورى فى خطبة شهيرة من الإسكندرية يوم 26 يوليو عام 1956م، على خلفية رفض البنك الدولى تمويل بناء السد العالى فى أسوان.
ـ تأسيس الجمهورية العربية المتحدة
كانت الوحدة بين مصر وسوريا بداية حقيقية لحلم توحيد الدول العربية، تحقق حلم الرئيس جمال عبد الناصر فى توحيد الوطن العربى جزئيا فى العام 1958 عندما تم تأسيس الاتحاد بين مصر وسوريا فى ما عرف فى التاريخ الحديث باسم “الجمهورية العربية المتحدة” وهو الاسم الرسمى للوحدة، التى تمت بين مصر وسوريا بين يومى 22 فبراير عام 1958 و28 سبتمبر 1961م.
وفى عام 1960 تم توحيد برلمانى البلدين فى مجلس الأمة بالقاهرة، وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة فى القاهرة أيضًا، لكن حلم الوحدة تبدد.
ـ القرارات الاشتراكية
من أهم القرارات التي اتخذها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إصداره عددا من القرارات الاشتراكية، التى حددت شكل الدولة وسياساتها الداخلية فى مجالات الاقتصاد والاجتماع البشرى.
ففى يوليو من عام 1961 صدرت القرارات الاشتراكية وبدا واضحا أن النظام المصرى بقيادة جمال عبد الناصر يتجه نحو نوع من الاقتصاد المخطط، تحت إشراف الدولة وبقيادة القطاع العام.
وفقا لتلك القرارات الاشتراكية التى انحازت إلى أغلبية الشعب وحددت ملامح الإصلاح الاقتصادى فى البلاد، أعلن البنك الدولى فى تقريره رقم 870 أن استطاعت مصر عبر تلك الإجراءات تحقيق نسبة نمو بلغت ما قرابته 7% سنويا.
ـ التنحي عن السلطة
وجه الرئيس جمال عبد الناصر إلى الأمة فى أعقاب هزيمة مصر فى حرب الخامس من يونيو 1967 خطاب التنحى عن السلطة وغادر القصر الجمهورى، وعاد إلى منزله بمنطقة منشية البكرى”، وهو قرار يعد من أهم القرارات وأشهرها فى مسيرة الرئيس جمال عبد الناصر، وأكسبه احترام الأعداء والأصدقاء على حد سواء.
بوابة روز اليوسف