لأول مرة تخنقني الحروف في اليوم العالمي للمرأة ولم استطيع كتابة اي كلمة كما اعتدت في كل عام.
والسبب يعود لكلمات زميلة دراسة اثرت في بالغ الاثر قتلتني بكلماتها واي وسيلة قتل استخدمت !
بعد اكثر من عشرين عاماً التقيت بها وبالصدفة ولدقائق معدودة لم نتمكن من معرفة الكثير من تفاصيل حياة بعضنا ..لكن تمكنا من تبادل ارقام التلفونات.
في احد الايام شاهدت حالتي في الواتس ( صورة لي وانا مع صديقاتي في احد الاجتماعات وكاتب عليها مع رفيقات النضال .....)،
وصلني التعليق القاتل منها: (تعالي كمان اتصوري معي وانا مع العربية حقي انقل الماء من السبيل انا وبناتي ونزليها .....).
لا ادري ماذا فعلت بي هذه الكلمات ،لا تدري زميلتي ايضا ان لكل منا قصة كفاح ونضال ووجع ،وهناك من تتغلب عليها وتتحدى وتستمر وهناك من تستسلم وتقع فريسة للوجع والظلم والذل.
لتسطر قصص للنساء عنوانها الابرز الوجع والكفاح والصبر والتجلد والاستمرار في البحث عن مقومات الحياة البسيطة لها ولمن تعول ...
نعم يا صديقتي اوجعتني كلماتك قتلتني بلا سلاح انت في قلب العاصمة ومثلك الكثير كل يوم في رحلة البحث عن الماء والمساربة..
واخريات يلفين الشوارع بحثاً عن الكراتين والحطب كي يوقدن النار بدلا عن الغاز..
النساء في قلب العاصمة ولن نقول في اطراف المدن او في الارياف تخرج من بيوتها بحثاً عن الماء والحطب ورعي الاغنام والعمل الشاق لاجل توفر متطلبات الحياة البسيطة ..
انه الوجع الذي لا يقاس ولا يكتب.
انها قصص الكفاح التي يجب ان ترصد وتوثق للنساء اليمنيات الصبورات المجاهدات بحق من اجل الحياة .
لن اتحدث عن العنف الذي يقع على النساء كل يوم ولن اتحدث عن انتهاك حقوقهن لانه فاق الوصف.
لكني في هذه الكلمات احب ان اقول نساء بلدنا يستحقن الحياة ...
فكونوا عوناً لهن ..انظروا لاحتياجاتهن البسيطة ...ادعموهن بمشاريع تعود عليهن واسرهن بالنفع والفائدة ..
خففوا عنهن هذا الحمل الثقيل فما عاد هناك قدرة للتحمل فقد فاق صبرهن كل الحدود.