الرئيسية المقالات مدارات هو ليس الله ..لنبدأ الآن إذن
هو ليس الله ..لنبدأ الآن إذن
خالد سلمان
خالد سلمان
 

إلى شباب الجامعة..إلى توكل كرمان "فجرنا الصبي" وهي تجوب صنعاء وزنزانة المعتقل.. .. إلى دم ردفان عدن المسفوك .. لتتشابك الأيدي ..تجسر الفجوة..ويتوحد الشعار.. بحثاً عن خلاص جمعي من كل هذا البلاء .

هكذا يفهم الحاكم المسألة .. هكذا يفك اشتباك اخطر الأسئلة .. يعالج الاحتقان ليس بفتح سدادة إنبوب التفاعل لتنفيس التوتر .. بل يرى الحل في تهشيم كل الأنبوب مرة واحدة وإلى الابـد .

هكذا يفهم الديكتاتور مسائل إدارة الحكم .. هو يحتاج إلى الهراوة وجنزير الدبابة .. المعتقل و المدفع الرشاش .. لاحاجة لإطالة الحوار في ما يراه (هُدار) ومضيعة ..الحريات وحراك الشارع .. عين العصيان وآفة الخروج عن طاعة كبير العائلة .. لدى حاكمنا حالة حساسية (وهرش) امني .. يمارسه بالعصي في بدن المغاير .. لافي جسم حكمه المسن الأجرب.

انها ذهنية ..وصورة جنرال لم ينزل قط عن ظهر دبابته .. منذ البيان الأول .. إلى ان يكتب هو شخصياً نعيه ..ويحُمل رفاته على دبابة لاعربة مدفع .. مدفع يرى فيه اقل لياقةً وقيافةً ومقاماً من مآثره الحربية الدامية.

ولانه مصاب بصمم الشيخوخة, وقبلها مهووس باندفاعات الشباب الخرقاء (وفي الحالتين مصيبة علينا) فهو موقر الأذنين,أعشى البصر.. عما يدور من تصدعات حوله وبين جنبات مملكته المتهالكة .. الاَّ من مظاهر قوة شكلية .. لا تطعمه (صحن أمن) ووجبة طمأنينة .. قوة كلما بطشت .. أظهرت كم هذا النظام هش ..قاب قوسين او ادنى او بات الآن داخل قوسي السقوط .. من يفك تلك الأقواس ويصوغ معادلة الخلاص؟ هذا هو السؤال ربما المعضلة .. سؤال هو للديكتاتور حبله السري للتورم و البقاء..من يفك الأقواس؟من سواه -السيد خبز- صانع الثورات قديس الجياع.

 هذا الشيء الحاكم يفجر في دواخلنا (ديناميت) الكُره , لو اصاخ لأنات كل دار .. ولعنات كل كظيم جائع ..لحاصرته زلازل الاقتلاع .. حتى وان كان يوزن بوليسية (بن علي) .. مضروبة بعشرة اضعافها.. فقط هو لا يسمع سوى اصداء صوته .. ونحن لا نجيد المكاشفة بالألم .. نستنكر الصراخ العلني .. ونلعن همساً خلف الجدران الامنة المغلقة اللحظة العاثرة .. لحظة فيها تسلل الجنرال لكرسي العرش خلسة.. في ساعة نعاس الزمن .. ليغفو بعدها الوطن في موات ثلاثة عقود ولايزال.. لكّن رويداً..رويداً الآن نصحو..نحطم باستيل صنعاء..نفك استعصاءات راهن اللحظات مغاليق الأسئلة.

(الجنرال) الذي اصدر لنفسه مرسوماً يسميه "الفيد" مارشال لا يسمع مثل كل ممسوس .. سوى هذيان نفسه .. لايرقب حتى بتثاؤب ..تكسرات المشهد من حوله.. وهو بين مغتصبي الحكم .. يهدد شعبه بويل العقاب ان لامس قدمه اطراف شارع الاحتجاج .. هو الحاكم الفرد الذي يوجه بمنع التظاهر .. يلعن، يحذر في صنعاء .. ولايتورع او يستنكف ذبح احتجاجات ردفان..المكلا وعدن .

من قال ان "الجنرال" وقع او يمكن ان يقع تحت ضغط احتياجات رعاياه .. من قال انه بدأ "يفهم" ان الاقتصاد وموائد الطعام .. لاتعمر بالبندقية .. بل من قال ان ملايين الافواه لايسكتها سوى الطحين و الكرامة ..فقد ضل وكفر .. سيخرس الحاكم الرعايا ويلقم كل فم -حسب درجات المواطنة- طلقة او كعب حذاء أو حجر.

صمت الجنرال الان .. بعد ان أكل التوانسه قدسية الديكتاتورية باسنانهم.. ان لاشيء يعنيه..وانه في منأى عن طوفان الكارثه..لم يصرح..لم يخطب ود الشعب بحفنة قرارات رشاوى تحسين كاذبة..هو ليس لديه في جدول أعمال اليوم مساحة شاغرة.. للتربيت على ظهر الجياع..وتوزيع اقراص صبر.. هو يعرف ان شيطنة شعبه.. لاتخرسها الوفرة والعدل .. بل الطلقة وفرق المداهمة.

 

حسناً إذن :

بين الحاكم و المحكوم حد السيف هذا: من انحنى وجد من يعتليه .. فلا تنخ أيها الشعب .. لا تنحنِ .. انه ليس الله كي يطاع حتى الموت .. هو شرير بما يكفي وبامتياز .. حاضنة استبداد تغمر الشعب .. وتفيض باستبدادها وجنونها التخوم المجاورة.

هو ليس الله كي نسَّبح بحمده .. نرجوه الثواب ورفع الخطايا .. غفر الذنوب ومحو العقاب .

هو ليس الله .. كي نبجله ونفرش تحت اقدامه لحم اطفالنا .. وننجب من الصبية له ماشاء من جحافل و جيوش.. لسد نقص عديد الرجال في حروبه العبثية .. الظالمة .

هو ليس الله .. فليخرج الناس على ظلم يحرق الاحشاء يجوب البلاد .. يسرق القوت والدم .. ينكل يثكل ويحرق قلوب الأمهات.

هو ليس الله. فليخرج عليه من استطاع .. ومن لم يخرج او يوراب ويوالي.. بحق غد صغاره وآدميته قد أثم.

هو ليس الله فلنقتلع جذر الحاكم العجوز المستبد الطاغية .. الآن ..وليس غداً.

هو ليس الله .. فلنبدأ إذن.

[email protected]

إقراء أيضا