الرئيسية المقالات مدارات الأفق مسدودة امام حل منظور للقضية الفلسطينية.
الأفق مسدودة امام حل منظور للقضية الفلسطينية.
أبو الفداء
أبو الفداء

ما حدث من سجال مؤلم اثناء جلسات القمة العربية الأستثنائية التي انعقدت في مدينة سرت بالجماهيرية العربية الليبية يوم 2010-11-9 ما بين الرئيسين المصري حسني مبارك واليمني علي عبدالله صالح يشير بوضوح الى انه لا يوجد موقف عربي موحد تجاه القضية الفلسطينية .. وان اسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الامريكية تجاوزت الحل مع الفلسطينيين وفق الحقوق الوطنية المشروعة (تقرير المصير . الدولة . حق العودة) لتقفز الى حل يقوم على الاندماج الاقليمي اقتصاديا . الامر الذي قلب معادلة الدعم العربي للكفاح الفلسطيني المشروع ضد الكيان الصهيوني الى (ضغوط عربية ) على الفلسطينيين للقبول بحلول على حساب الحق الفلسطيني الثابت وغير القابل للتغيير مهما تبدلت وتغيرت المعادلات الاقليمية والدولية..

ففي القمة العربية الأستثنائية طالب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في كلمته القادة العرب ان يعملوا على حل القضية الفلسطينية مشيرا الى انه من غير المقبول التسليم بما يحدث الان من اهانة وقتل وتمادي اسرائيلي . فلا بد من موقف جاد وحازم حتى ولو عن طريق الحرب ... فرد عليه الرئيس المصري!!! : اذا كنت عاوز تحارب فحارب لوحدك. ان الفلسطينيين باتوا وظهرهم مكشوفا وبلا نصير امام قوة اسرائيلية متغطرسة تمارس كل انواع الارهاب الرسمي وغير الرسمي وظهرهم مسنود بدعم دولي تقوده الولايات المتحده الامريكية ولم يعد بذلك النشاط العدواني الاسرائيلي مقصورا على الشعب الفلسطيني وحده وانما اصبح عدوانا توسعيا شمل معظم الدول العربية بعتراف عاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق الذي قال : لقد نشرنا شبكات التجسس في كل من ليبيا ,تونس ,المغرب والذي اصبح كل شيء فيها بمتناول ايدينا وهية قادرة على التأثير السلبي او الايجابي في مجمل امور هذه البلاد. اما في مصر فهي الملعب الاكبر لنشاطنا فأن العمل تتطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979 م فلقد احدثنا الاختراقات السياسية والامنية والاقتصادية والعسكرية في اكثر من موقع ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمه الى اكثر من شطر في سبيل حالة التمزق داخل البيئة والمجتمع والدولة المصرية لكي يعجز اي نظام يأتي بعد حسني مبارك في معالجت !!! الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر

وازاء الممارسات الاحتلالية في الضفة الغربية والعدوانية على قطاع غزة فأن عملية صنع السلام في المرحلة المنظورة مستحيلة بسبب (الانفلات الجنوني ) لأرهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل والمدعوم امريكيا وبسبب انهيار وتراجع عربي عن قرارات قمة الرباط 1974م التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني كما اعترفت له بحق تقرير المصير والعودة واقامة الدولة .. كما انه في ظل هذا (الانفلات الجنوني ) للارهاب الاسرائيلي والتراجع العربي لم يعد بمقدور الفلسطينيين مرحليا ان يدافعوا عن وحدتهم الوطنية وان يحققوا البرنامج الوطني المرحلي ( برنامج تقرير المصير , والدولة, وحق العودة ) بمقومات الصمود الكافية حيث اصبحت منظمة التحرير الفلسطينية بحاجة ضرورية لاعادة البناء ابتداءا من تشكيل مجلس وطني موحد ومنتخب بالطرق الديمقراطية وفق التمثيل النسبي المتكامل والسبب في كل ذلك ان صانع القرار الفلسطيني فالمنظمة وبسبب الضغوط العربية والدولية احال الصراع مع مخططات العدو الصهيوني لتدمير عملية السلام الى صراع مع القوة الديمقراطية والحية في الشعب الفلسطيني والمؤهلة للتفاوض على سلام عادل ودائم وشامل وفق عدم التنازل عن الحقوق الوطنية المشروعه . وكل ذلك يبرهن ان اسرائيل كانت وما تزال جادة فقط في تبديد فرص السلام وانه لا يوجد لديها اي نية للانسحاب او الاعتراف الكامل بالحقوق الشعب الفلسطيني او وقف الاستيطان والاستمرار في سياسات تهجير السكان وتهويد الارض.. وفي صلب هذه الحالة الصعبة فأنة القوة الديمقراطية والحية في الشعب الفلسطيني ما تزال تدرك ابعاد هذه المرحلة ومخاطرها وتقدر بحكمة نتائج الاختلال الموازين الدولية والعربية لصالح اسرائيل .. لذا فهي تمسك كما يمسك الجمر بمبادء صحيحة جوهرها ان الصراع في المنطقة هو صراع فلسطيني-اسرائيلي وان اي حلول وأطروحات سلبية في ظل انحياز معادلة الصراع لصالح اسرائيل لن يكتب لها النجاح وانما هي وسيلة لمساعدة اسرائيل على تنفيذ مخططها الاحتلالي لتهويد فلسطين والتوسع في المنطقة العربية بدليل ان كافة المشاريع السلمية لقضية فلسطين منذ المؤتمر الصهيوني الاول في بازل بسويسرا عام 1897م لم تمنع حدوث نكبة عام 1948م وانها كانت اوتو ستراد

عريضا لتمرير الاعتراف بالكيان الصهيوني .. كما ان كافة المشاريع السلمية بعد عدوان 1967م لم تمنع اقامة المستوطنات وتهويد القدس.

وتغيب اي امال نحو اقامة الدولة .. ومع ذلك فأن الفرصة ما تزال سانحة امام الشعب الفلسطيني لأحداث انقلاب في الموازين واستعادة زمام المبادرة اعتمادا على صلابة ومتانة الارادة الفلسطينية التي فاجئت الاسرائيليين والعالم بانطلاق الثورة الفلسطينية وتفجير شلال الدم على طريق التحرير والعودة في ظروف اصعب واكثر خطورة من ما هي عليه الان شريطة ان يتم العمل فورا على استعادة الوحده الوطنية وفق برنامج وطني لا يحيد عن استمرارية النضال دون التفريط باعمدة الصراع السبعة كما وصفها الرفيق نايف حواتمة الامين العام للجبهة الديمقراطية وهي ( الاسرى القدس اللاجئين الحدود المستوطنات الامن المياه ) ان جوهر الصراع الفلسطيني هوة مع اسرائيل فقط وهو صراع جعلته اسرائيل بعدوانيتها وممارساتها لارهاب الدولة والاعتماد على قوة الردع العسكري صراعا لا يمكن فيه القبول بالطرف الاخر لكن حقائق التاريخ تؤكد ان الارهاب والقوة مهما تعاظمتا لا يمكنها منع شعبنا من نيل حريته واستقلاله ولشعبنا تجاربه الطويلة في النضال ولن يعدم القدرة على احداث التغيير واستعادة حقوقه الوطنية المشروعة على قاعدة سلام عادل ودائم وشامل اساسه تقرير المصير والعودة واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف .


إقراء أيضا