الرئيسية المقالات مدارات ايهما أنفع للناس: ولاية " البطنين " أم ولاية " الكينتين" !!
ايهما أنفع للناس: ولاية " البطنين " أم ولاية " الكينتين" !!
علي عبدالملك الشيباني
علي عبدالملك الشيباني

حيث تكمن مصلحة الانسان فثم شرع الله.

دعونا نتعامل وفقا لهذه القاعدة الشرعية التي لااظننا نختلف حول مضمونها.
فإين تكمن ياترى هذه المصلحة في ولاية " البطنين ام في ولاية " الكينتين !!؟ .
اهتمام بعض المسلمين ومنهم جماعة الحوثي بمسائل البطون والكروش والامغال جرتني لبعض الوقت للوقوف على حالهم المعيب , وتحديدا اؤلئك المنتمين لولاية" البطنين " القاضي بحصر الحكم بنسل الحسن والحسين دون سواهم , وبين شعوب موسى وعيسى من امنوا بولاية " الكينتين " القائمة على الاحتكام لنتائج الصناديق واحترام خيارات الناس وحقوقهم الانسانية والقانونية , وما وصلوا له من التقدم والرقي العلمي والتكنولوجي.
اطلالة سريعة على واقع كلا من الولايتين كفيلة بوضعنا امام حقائق التخلف والهمجية وادمان استنشاق روائح الدم الذي يسيل في اكثر من قطر عربي , مواراة لعجز وفشل اللحاق بشعوب نفذت الى اقطار السماوات والارض بسلطان العلم والمعرفة والديموقراطية والتعايش , فيما نحن لاعمل لنا غير استحضار صراعات على كرسي الحكم مضى عليها 1400 عام والتباهي في كيف نكون امتدادا لها وفي اطار الاسلام الذي ندعي الالتزام بنهجه وتعاليمه وشرائعه.
ضمنت ولاية " الكينتين " للموظفة في البيت الابيض " مونيكا لوينسكي " حق مقاضاة الرئيس الامريكي الاسبق " كلينتون" لمجرد انه تحرش بها ببضع كلمات غزل , وقد تابع جميعنا ماارتبط بهذا الموضوع من ضجة قانونية واعلامية وما تعرض له من مرمطة وبهدلة كاد ان يفقد بسببها ولايته الرئاسية , وانتهت بتقديمه اعتذارا رسميا للشعب الامريكي عبر وسائل الاعلام.
وكمجتمع عربي متخلف لم يلفت نظرنا ويستحوذ على اهتمامنا -نحن اليمنيين- فيما جرى غير جمال " مونيكا " حد اطلاق اسمها على احدى موديلات سيارات تويوتا.
حوكم رئيس وزراء اسرائيل " اولمرت " وزج به في السجن لمجرد انه سافر وعائلته خارج البلاد في رحلة غير رسمية على نفقة الدولة.
قبله حوكم الرئيس الفرنسي الاسبق " جاك شيراك" بسبب قيامه بتوظيف شقيق زوجته حين كان يشغل امينا للعاصمة باريس , وقضايا واحكام كثيرة طالت عدد من المسؤلين في تلك البلدان القائمة على نفاذ النطام والقانون.
بالمقابل لاتسمح ولاية " البطنين " حتى المطالبة بإبسط حقوق المواطنة " الراتب "  ناهيكم عن كونه مرتبط بمعيشة الناس , بل وتوجيههم تهم العمالة والنفاق والداعشية والوقوف مع العدوان واحتمال الضرب والسجن والاخفاء لمجرد جهر الشعور بالجوع , في حالة ورد فعل نادر لم يسبقنا الى تبنيه اي من سلطات الدنيا على مر التاريخ. 
اما ممارسة المسؤول العربي للفساد المالي والاخلاقي وغيرهما فحدث ولا حرج. 
على مستوى الحكم , فقد اتاحت ولاية " الكينتين " للمواطن الامريكي المنحدر من اصول افريقية " اوباما" حكم اقوى دولة في العالم ولفترتين , مع ان هجرة والده الى امريكا لم يمضي عليها اكثر من ستين عام  ودون النظر للونه وديانته واصله.
بينما ولاية " البطنين " تحصر الحكم في اسرة واحدة , بل وتتظر له كحق الهي لايحق لاي كان النزاع حوله في سلوك سلالي عنصري لامثيل له.
ضمنت ولاية " الكينتين " لمواطنيها كامل الحرية المحكومة بالحدود القانونية. منحته حرية اختيار الحاكم وحرية التعبير وممارسة العمل السياسي , فيما حولت ولاية " البطنين " مواطنيها الى مجرد جهلة وعبيد يلهثون خلف القادمين من ايران للتبرك بغسيل وتقبيل اقدامهم ونيل قدسية خدمتهم.
اما علميا وتكنولوجيا فلا اظنني بحاجة للمقارنة , ففي الوقت الذي نسمع فيه النحيب ولطم الصدور القادمة من تلك الغرف المغلقة وانفجارات الاجساد والسيارات المفخخة , يصل الى اسماعنا اصوات مكائن المصانع والمعامل مختلفة الانتاج التي تضخ الى اسواقنا كل مايصب في خدمة الانسان وراحته وسعادته.
مع ذلك كله نقراء شعارا لاتباع ولاية البطنين مفاده ان " الولاية قضية يرتبط بها النصر " ,
في وقت تؤكد ولاية الكينتين في واقع عالمنا ان النصر مرتبط بالمدفعية الثقيلة وعابرات القارات والطائرات مختلفة المهام والبوارج وغيرها من الاسلحة , ناهيكم عن النووية القادرة على ابادة الكون 15 مرة.
فأيهما اذا اجدى وانفع للناس , ولاية " البطنين"
بكل مانشاهده ونعيشه في الجغرافيا العربية من حروب مذهبية ودمار لبنى المجتمع ومدنه ,وما يترتب عليها من قتل ومآسي الجوع والتشرد والنزوح وتفتيت المجتمع , ام ولاية الكينتين التي وفرت وضمنت لشعوبها كل وسائل العيش الكريم واحترام حقوقها وحريتها وخياراتها وسواسية الوقوف امام القانون على اساس نظام المواطنة , بعيدا عن امراض اللون والديانة والعرق !!؟
اما مشاهدة تلك الجموع التي تساوى لديها الحياة والموت وهي تخاطر بحياتها واطفالها في عرض البحار والمحيطات ويقضي الكثير منهم غرقا هروبا من جحيم ولاية البطنين ومعهم جماعات الخلافة واملا في الوصول الى بلاد الغرب ونيل حق اللجؤ والمواطنة , تقدم صورة فوتوغرافية عن كل من واقع وحال الولايتين.

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي