الرئيسية المقالات مدارات قدوة الأجيال التي تعشق النضال الوطني والقومي
قدوة الأجيال التي تعشق النضال الوطني والقومي
د.عبدالرقيب سعيد ناصر
د.عبدالرقيب سعيد ناصر
قدوة الأجيال التي تعشق النضال الوطني والقومي
د. عبد الرقيب سعيد ناصر
رحل الوالد هاشم علي عابد (الشيبة) إلى جوار ربه الخميس، ووري جثمانه الطاهر في مدينة صنعاء العروبة يوم (الجمعة) السابع من شهر رمضان المبارك 1443 للهجرة، الموافق 8 ابريل 2022م، تاركًا خلفه إرثًا تاريخيًا في الفكر والإعلام والثقافة والتربية، مثار فخر واعتزاز لأبنائه، وكل من التقى به وعايشه من مكونات التنظيم المختلفة، أو من فرقاء الحياة السياسية اليمنية، وقدوة للأجيال التي تعشق النضال الوطني والقومي في حب الوطن والأمة. فمذ عرفته بداية التسعينيات إبان بداية العمل العلني للتنظيم، وجدت فيه صفات ومزايا كبيرة من الاخلاق والتواضع، والعلم وملكات القيادة وقبل ذلك الإنسان الذي يصغي ويتعامل مع الجميع بودٍ وحبٍ واحترام، فيعطي كلَّ شخصٍ ما يستحقه من مكانة، ولا تشعر أمامه وأنت تسأله عن أي شيء يخطر ببالك بقدر من التعالي، فعلى العكس من ذلك يستمع منك باهتمام ويجيبك بثقة ويقنعك إن تطلّب الأمر بأسلوبه الجميل والهادئ، فكان قائدًا بحق تعلمنا منه الكثير من أبجديات العمل التنظيمي وحب الوطن، وفن الحوار مع الآخر.
ولي معه ذكريات عديدة، فقد كان يشجعني دومًا على العلم والتعلُّم والجد، فبعد أن انتهيت من البكالوريوس قال لي يومها لا تتوقف هنا، فكان كلامه لي يحفزني دومًا وانتهيت من الماجستير وكان يومها مستشارًا لصحيفة الوحدوي التي كنت أعمل بها آنذاك فكان مسرورًا، فقلت له حينها لن أتوقف إن شاء الله إلا بنيل درجة الدكتوراه كما نصحتني.
وشاءت الأقدار أن أدرس الدكتوراه في مصر، فكان في كل عامٍ يأتي إليها نلتقي في القاهرة، فلم تمر سنة إلا ونلتقي ونتجول سويًا في شوارع القاهرة.. الجلوس مع هذه القامة الوطنية والقومية لا يُملُّ فهو يغمرك بالحب والحديث الدافئ وكأنك من أبناء جيله، كما كان يتواصل معي حتى وهو باليمن تلفونيَا يطمئن عليَّ وعلى دراستي، وكان يتمنى حضور مناقشتي للدكتوراه ولكنه يومها كان متعبًا لم يستطع الحضور فكان أول من هنأني رحمة الله عليه.
التقيته آخر أيامه في القاهرة، وقبل رحيله بشهر وأيام، وتحديدًا نهاية فبراير وبداية مارس 2022م، وحرصت بأن أكون إلى جواره بمعية أخي محمد ونجله رمزي، عندما اكتُشف مرضه، الذي سارع في تدهور صحته، فوجدته كتلة من الصبر والجلد، عصيّا على الاستسلام لأي مرض، مؤمنًا بقضاء الله وقدره. 
أسأل الله العلي القدير أن يمن عليه بالرحمة والمغفرة ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
القاهرة ٨ مايو ٢٠٢٢م
                               
  

إقراء أيضا