الرئيسية المقالات مدارات ‏نظرة عامة على المشهد اليمني
‏نظرة عامة على المشهد اليمني
هاني علي سالم البيض
هاني علي سالم البيض


ان المشهد العام السياسي والعسكري والاقتصادي اصبح اكبر من قدرات وإمكانات الاطراف السياسية التي حُشرت معًا للقيام بمهام دولة على الصعيد الداخلي والخارجي ..

وإدارة شؤون الناس في ظل اوضاع غاية التعقيد تتطلب ان يكون الجميع في مستوى عالي من المسؤولية ورجال الدولة.

وللاسف الأطراف السياسية الى الآن لم تفرق بين ضرورة إيجاد معادلة سياسية مرحلية، واهمية إدارة شؤون شعب ومتطلباته المعيشية والحفاظ على حياة كريمة للناس.

الذي حاصل وخاصة في المناطق التي يقولون عنها محررة هو تراكم لفشل واخفاقات واخطا متتالية في قطاعات الإدارة والمال والاقتصاد، واختلالات مُزمنة في مؤسسات الدولة المكبلة بأبشع صنوف الفساد وبثقافة الحرب والفوضى.

افتقد الجميع هناك لمقومات النجاح والتغيير عندما سايروا الأمور والعبث المستشري، منذ سنوات .. ووقف الجميع عاجزًا، واكتفوا بالتنديد والإدانات الإعلامية والاتهامات المتبادلة في ظل أجواء سياسية مشحونة.

وهذه ليست بيئة عمل صالحة لمنظومة حكم ولا سلطة لإدارة شؤون مجتمع وبلاد مترامي الاطراف، ومتعدد المشاريع السياسية كتعدد الزواج في الحالة اليمنية ..

وكل ذلك في ظل حالة لاحرب ولاسلم وبلد متاعبه كثيرة وموارده مهدرة وأنهكته الصراعات، واثرت الحرب الأخيرة على الوضع الإنساني فيه بشكل غير مسبوق.

والواضح الآن ومن نظرة على المشهد اليمني من زاوية إدارة السلطة، ان هناك اشكالية في البنية السياسية لمنظومة الشرعية التي جات على اثر مشاورات الرياض ونقل السلطة الى مجلس قيادة فضفاضأسس للمشاركة في إدارة شؤون المرحلة الانتقالية ولكنه لم ينتج الشراكة الحقيقية والمتوازنة .. 

واعتقد انهم بحاجة الى ان يتحرروا من آليات العمل السابقة اولاً, واهمها الفصل بين المسارات الهامة السياسية والاقتصادية والعسكرية والإنسانية, وان يركز الجميع على انتشال الاوضاع المتدهورة ومعالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي أنهكت البلاد والعباد، بالتركيز على التنمية التي هي وسيلة الإنسان وغايته. 

وعلى صعيد الهدنة والتهدئة واحتمالات التوصل لتفاهمات تؤدي لتسوية سلمية وسياسية شاملة هذا مسار لازال غير جليًا وواضح, وتحيطه بعض التعقيدات والتشعبات ولازالت هناك بعض المهددات لاستمرارية الهدنة. 

ولكن الجيد انه توجد جهود مستمرة ومحاولات لاتتوقف يقودها الجانب الاقليمي للتهدئة، وهو موشر إيجابي للدلالة على رغبة الكل بإيقاف الحرب واهمية السلام للجميع. 

وفي تقديري ان مفتاح الخروج من هذا المستنقع لازال لدى اليمنين انفسهم، وهو دون شك يتطلب جهود وطنية رائدة 

ومعززة بقوة دفع إقليمية وأممية ومحفزات دولية خارج قدرات الأطراف المحلية لصنع الفارق وتحقيق النتائج المرجوة في هذا المسار الهام للسلام واستقرار المنطقة.

*عن مدونته في منصة ايكس

إقراء أيضا