الرئيسية المقالات مدارات وداعاً محمد القاضي.. مدرسة النضال والتضحية
وداعاً محمد القاضي.. مدرسة النضال والتضحية
محمد مسعد الرداعي
محمد مسعد الرداعي


كم هي صدمتي كبيرة وأنا أسمع إتصال الولد عيسي محمد القاضي الساعة التاسعة صباحاً وهو يبلغني وفاة والده، فقد كنت عنده عصر يوم أمس وحسب طرح الأطباء وإبنه حسين بأن حالته متحسنة عن وقت إسعافه في المساء، بل أنه وحديثه لي هو حديث نضالي كما هو عادته المستمرة وهو الحديث الذي علق عليه زوج إبنته ووالده والذي تقابلت معاهم كثيراً لديه في منزله وكان آخر لقاء قبل خمسة أيام حيث كنت في زيارته بعد عودته من جيبوتي والقاهرة.

 ورغم حالته الصحية المتعبة فقد كان حديثة عن الأوضاع وارتياحه عن بيان التنظيم الصادر عن إجتماع الأمانة العامة وكذلك مطالبته بمواصلة ما تم قبل سفره القاهرة في زيارة إلى مديرية جُبن والأداء في ما تم طرحه من الإخوة هناك ووعدته بأن الأمور سايرة في إتجاه التنفيذ ومايهم الآن هو صحته  فكان رده بأن صحته تتحقق بإنجاز المهام التي تم مناقشتها مع الإخوة في جُبن وتفعيل النشاط.

كنت أحاول أن أجره إلى وضعه الصحي واستفساره عن ما تم معه في رحلته العلاجية وما كان قد طرحه من خلال تواصلنا وعن سفره إلى جيبوتي وعملية الترتيب لحصوله على الفيزا لكي يتمكن من دخول امريكا إلى عند إبنه عبد السلام لكنه كان يعود لموضوع التنظيم والشأن الوطني والقومي وما يحدث في غزة. 

وللعلم هذا هو محمد أحمد منصر القاضي الذي لا تجد لديه إلا حمل الهم العام الوطني والقومي وسعادته تكمن في أن يعيش هم هذا الوطن والأمة. 

إنه مدرسة من النضال والتضحية ونكران الذات إنه كتلة من القيم الانسانية والمشاعر والاحساس بالآخر إنه من الرعيل الأول كيف لا فقدوته الشهيد محمد محسن الحجاجي شهيد إنتفاضة 15أكتوبر 1978 وتلك الكوكبة. 

أن رحيل الأخ المناضل محمد أحمد منصر خسارة كبيرة لا يدركها إلا من يعرفه ويقدرها كل من عاش مع محمد أحمد أو جالسه حتى لفترة قصيرة ومهما قلت عن الأخ محمد أحمد لا يمكن أن أوفيه حقه.

 لقد فقدنا قائداً ومناضلاً صادقاً وفياً وملتزماً وقدوه مجسداً للفكر ومعلماً للتضحية ونكران الذات وسيظل علماً مضيئاً بما جسده وبماتركه لنا. 

وليس لدي إلا الترحم عليه والدعاء بأن يسكنه الله فسيح جناته والمواساة لوالدة الأخ أحمد منصر القاضي ولاخوته ولابنائه عبد السلام وعيسي وحسين وعاصم وبناته الفاضلات وللإخوة حسن وحسين  المدول والأستاذ محمد أحمد أبوحمر والأخ مانع علوي والأستاذ محمد محسن تنحم ولكافة محبيه.

وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون 

إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقك يا محمد لمحزونون.

إقراء أيضا