برحيل فقيد الوطن المناضل والمعلم القومي العروبي الناصري المرحوم محمد احمد الصايدي، اتسعت مساحة حزننا ونكأ جراحنا وكبرت خسارتنا، ففيه ومن خلاله كنا نستحضر جيل الرواد الذين شقوا الطريق وأضاؤوا الدرب، وحملوا الرسالة وجسدوا القيم سلوكا معاشا.
سير تحكي كفاح طليعة مؤمنه وأوجاع وطن وتقلبات أزمنه.
بفقدانك ابا عبدالناصر خسرنا مناضلا ناصريا أصيلا حمل في وجدانه وجسد في سلوكه قيم الناصرية وذكريات البدايات الأولى بطهرها ونبلها واحلامها.
.لقد كانت بداية معرفتي بالفقيد في ساحة خليج الحرية، عرفناه في غاية الإستقامة والتدين والطهر والنزاهه يجسد في سلوكه وتعامله أخلاق المؤمن الحقيقي الصادق وروحانية المتصوف الزاهد، وجدناه ناصريا من جيل الرواد الابطال.
انخرط مبكرا في صفوف الحركة الناصرية وبقي على العهد ملتزما بالمبادئ والقيم الناصرية الوطنية التي آمن بها وناضل من اجلها حتى الرمق الأخير من حياته.
جمعتنا به لقاءات عدة بمناسبات تنظيمية في مقر التنظيم الناصري بمدينة إب، وقد لمسنا وشاهدنا مدى الاحترام والتقدير الذي كان يحظى به الفقيد الصايدي من قبل الناصريين.
وقد تشرفت بزيارته في العام 2014م إلى منزلة في قرية منعمة بلسان بمديرية بعدان بمعية الفقيد المرحوم صادق الشراعي. جدران منزلة ممتلئة بالشعارات الناصرية وصور الزعيم جمال عبدالناصر الذي احبه وتأثر بأفكارة ومواقفه وتاريخه كقائد لحركات التحرر الوطني، واسمى احد ابنائه عبدالناصر وتحقق حلمه في تسمية حفيده جمال ليكون إسم جمال عبدالناصر احد افراد اسرته.
في فعالية للقطاع الطلابي للتنظيم الناصري بمدينة إب بمناسبة ذكرى تأسيس التنظيم في قاعة المركز الثقافي القى عبدالناصر نجل الفقيد كلمة الطلاب والشباب وقد لمسنا من تلك الكلمة ملامح الثقافة والتربية الناصرية التي حرص الفقيد محمد الصايدي على غرسها في أذهان ووجدان اسرته.
لقد جاء رحيلك ابا عبدالناصر ونحن بحاجة إليك أكثر من اي وقت مضى لكنها إرادة الله وكل ما نستطيع أن نقوله أننا سنظل نسير على ذات الدرب ومن أجل الغايات التي آمنت بها، لقد رحلت عنا جسدا ولكن قيمك ومبادئك ونصائحك ستظل شعلة ظوء لا تنطفئ.