الرئيسية المقالات مدارات 5 يونيو.. من النكسة إلى الانتصار
5 يونيو.. من النكسة إلى الانتصار
كرم جبر
كرم جبر


لن أتحدث عن نكسة الأيام الستة، ولكن عن بطولات السنوات الستة من الهزيمة إلى النصر، من الانكسار إلى استرداد الكرامة والكبرياء ولم تغمض للمصريين عيون، حتى تحقق النصر ومحو آثار الهزيمة.
رأس العش كانت بداية حرب الاستنزاف، أو معركة الألف يوم كما أطلق عليها الرئيس جمال عبد الناصر، واستلهمت شرارتها الأولى من الإصرار والعزيمة، وأكدت صمود الشعب المصرى وقبوله التضحيات بعد أن استهدفت الغارات الإسرائيلية العمق المصرى، وهاجمت الأهداف المدنية.
لا نحتفل بالنكسة «5 يونيو» بل بالانتصار «6 أكتوبر» ولم تكن الهزيمة سوى معركة فى الصراع العربى الإسرائيلى، انتهت بالعبور وتحرير سيناء حرباً وسلماً، والمنتصرون هم الذين يفوزون فى غرف التفاوض بقدر ما يحققونه فى جبهات القتال.

حرب الاستنزاف أكدت لإسرائيل أن المصريين لن يتركوا سيناء تحت الاحتلال، ولن يهدأ لهم بال إلا إذا استردوها، فانصبت نيران المدفعية الثقيلة على مواقع العدو تكبده خسائر جسيمة، كان من الصعب عليه أن يتحملها، وكانت بروفة عملية للعبور العظيم.
أسفرت حرب الاستنزاف عن تقييد حركة العدو على الضفة الشرقية، واستنزافه إلى أقصى مدى، والقيام بعمليات عبور متكررة خلف خطوطه، يتدرب فيها الأبطال على الحرب الكبرى.

القادة يحاربون كتفاً بكتف بجوار جنودهم، وكان استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض فى جبهة القتال فى قطاع الجيش الثانى الميدانى، إنذاراً شديد اللهجة لإسرائيل، فالحرب قادمة ولن تبخل مصر بخيرة أبنائها، حتى يتم تحرير كامل التراب الوطنى.

أبطال ينجبون أبطالاً، وهم أنفسهم الذين طهروا سيناء من بقايا الإرهاب الآثم، فلم يحرروها من إسرائيل ليتركوها للإرهابيين، وسوف تظل مصرية إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

الرائد سيد الشرقاوى والملازم فتحى عبد الله، أسماء لن تسقط أبداً من ذاكرة البطولة، وقادا المعركة الباسلة، لوقف تقدم القوات الإسرائيلية، وتكبيدها خسائر كبيرة، واضطرت إلى الانسحاب، وظلت بور فؤاد تحت السيادة المصرية حتى حرب أكتوبر 1973.

لن أتحدث عن الهزيمة، لأن الجيش الذى لم تتح له الفرصة العادلة لدخول الحرب هو نفسه الذى استطاع بعد عدة أيام، أن يثبت للعالم كله فى حرب الاستنزاف أنه لن يفرط فى أرضه، وسوف يستردها بالقوة، وكررها الرئيس عبد الناصر فى خطاباته «ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة».

5 يونيو.. مرت 57 سنة، وما زالت آثارها قائمة وتخيم على الأجواء فى الشرق الأوسط، وتؤكد أن الاستقرار لن يتم إلا إذا تحققت الأهداف التى اندلعت من أجلها الحرب، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، التى تحاول إسرائيل شطبها من الوجود، ولكن تضحيات شهداء غزة تقول.. «فلسطين لن تموت»، مهما طال الزمن.

* نقلا عن أخبار اليوم المصرية


إقراء أيضا