الرئيسية المقالات مدارات الإستثمار في اليمن.. معوقات النجاح ومخاطر التوقف
الإستثمار في اليمن.. معوقات النجاح ومخاطر التوقف
صالح المنصوب
صالح المنصوب


في ظل الحرب القائمة في اليمن، تأثرت معظم المؤسسات، بما فيها القانونية، وأصبحت غير فعالة، حيث يستخدم كل طرف سلطته لتمرير المخالفات.

 مصنع هماس للبراميل البلاستيكية، الذي أنشأه المستثمر أحمد الطيري في الضالع جنوب اليمن، يهدف إلى تقديم خدمة للسكان وتشغيل العمالة. تم تصميم المصنع وفقًا لمواصفات ومعايير الأمن والسلامة، ومنح الترخيص بناءً على ذلك. ومع ذلك، فإن من منح الترخيص هو نفسه من وجه بإيقاف المصنع، مما يعكس التناقضات في الجهات التي تتحدث باسم القانون بينما تنتهك أبجدياته في ظل الحرب.


عقول يمنية تفكر في الاستثمار ودفع عجلة التنمية بما يخدم المواطن والوطن، لكن في المقابل، هناك عقليات لا تفكر إلا في الاستفادة الشخصية وتحولت إلى معاول هدم. المشكلة أن البلد، في ظل الحرب وتفشي الفوضى والفساد وغياب القانون، وجدت سلطة تستخدم لتدوس القانون علنًا وتهم مصالحها فقط.


أحمد الطيري، رجل أعمال يمني، قرر الاستثمار في بلده وتقديم خدمة للمواطن. بدأ خطواته الاستثمارية في محافظة الضالع، حيث أنشأ محطة غاز منزلي تغذي مديرية قعطبة منذ سنوات، وقدمت خدمة للمواطن في أصعب الظروف. حسب السكان، لم يكن يومًا مستغلًا أو انتهازيًا أو مفتعلًا للأزمات، بل كان قريبًا من المواطن ومخلصًا له. لم يكن يعلم أن هناك من سيقف بوجهه ويوقف النهضة بالمحافظة ويفكر بالمصالح الشخصية بعيدًا عن حب الخير للناس.


تستفيد الدولة من أحمد الطيري في دفع الضرائب وكل ما يتعلق من رسوم، ولم يستخدم النفوذ والقوة، بل كان بسيطًا متواضعًا. بعد محطة الغاز، انتقل إلى مشروعه الآخر، مصنع براميل البلاستيك، الذي أنشأه عام 2020 وبدأ العمل نهاية العام نفسه. مضى على عمله أربع سنوات، وصنع فارقًا ورافدًا أساسيًا للاستثمار في المحافظة، يخدم المستهلك ويشغل العمالة. كل ذلك جاء من اجتهاد وحركة من شاب طموح، بالرغم من صغر سنه، لكنه ناضج يملك عقلًا صافيًا جمع بين التجارة والرحمة، خليط لا تجده لدى الكثير.


توسع أحمد بصمت، يسير بخطوات لا تسمع لها ضجيج كالأخرين، ولم يكن جبارًا أو متكبرًا، بل كانت نتائج كد وعمل واستثمار. يسير بخطوات الثقة والصبر، ولم يظلم أو ينال من أحد، ولم يكن جبارًا أو متسلطًا أو انتهازيًا. ناضجًا يحمل عقلًا يميل نحو الخير، دون أن يدرك أن جماعات الشر بدأت تنال منه وتحاول أن توقف خطواته، لحرفه عن مسار الاستثمار وشغله بمشاكل ممن لا يريدون الخير لأحد. يسعون للي ذراعه باستخدام السلطة والتلويح بالقوة، وتتويهه عن أعماله وجره لمعارك هو في غنى عنها. لكنه يستخدم طريق الصبر والقانون، ولا يؤمن بالنفوذ والقوة في زمن مقلوب أصبح الظلم هو الحاكم والقانون على الضعيف.


سعى البعض لإنشاء محطة غاز منزلي في المديرية، لم يكن الغرض منها المنافسة، بل إلحاق الضرر بالسكان واستغلال الناس وإخضاع أحمد. قدم أحمد تظلمًا للجهات العليا، ووجهت السلطات العليا من وزير النفط والمعادن بتوقيف العمل، وأن إنشائها مخالف وغير قانوني. تقود الحرب عليه أعلى سلطة، فهي الخصم الذي يصدر التوجيهات ويسند المخالفين. لم يكن يعرف أن الطريق إلى الحق متعبًا، والضمير يباع، وأصبح الإنسان رخيصًا بلا قيم.


فشلوا في كل التحركات وأغلقت الأبواب، فتم اللجوء إلى استغلال السلطة بالتوجيه بتوقيف مصنع براميل البلاستيك تحت ذريعة مخالفة القانون، وهو الذي لا يعرف أبجديات القانون. اعتبره ناشطون قرارًا تعسفيًا وغير قانوني، واحتجوا ضد القرار. كل الحجج واهية ومتعمدة للضغط، فقد نفذ ناشطون وقفة احتجاجية نددوا بالتوقيف وطالبوا بفتح المصنع. حاولوا إغلاق الأبواب أمامه، لكن الحق حتمًا سينتصر بالرغم من الحساد وأعداء النجاح.



إقراء أيضا