الرئيسية المقالات مدارات في الاستقرار والانهيار .. انظمة بلطجة
في الاستقرار والانهيار .. انظمة بلطجة
خالد محمد هاشم
خالد محمد هاشم

بالامس القريب خرج رجال الامن التابعين لزين العابدين بن علي كالكلاب المسعورة تنهش الامن والاستقرار في تونس .. تعامل معها الشعب التونسي العظيم بفعالية وقدرة ووعي حد من تحركها وتمكن من القضاء عليها بايام معدودة وكان لفرار بن علي دورا حاسما بسرعة ذلك الحسم .. واليوم في مصر ام الدنيا تختفي كل اجهزة الامن من الشوارع والحواري والاحياء وبتوقيت واحد مريب .. وما هي الا ساعات من ذلك الاختفاء حتى عم النهب والسلب ارجاء مصر الثائرة ليدرك الجميع بان النظام المصري اطلق كلابه لتهديد الشعب المصري العظيم ويبث الرعب في نفوس ابنائه حتى لا تسير ثورتهم الى مداها وهدفها النبيل ...

كل ذلك يؤكد ان الانظمة في حقيقتها هي العدو الاول للشعوب سواء عند الاستقرار او عند الانهيار .. فهي انظمة قمعية ظالمة جائرة فاسدة ناهبة اذا استقر لها الامر .. وهي عصابات وقطاع طرق عند انهيارها .. واجهزة الامن هي الاداة القذرة في الحالتين ..

ان سلوك رجال الامن في الوطن العربي يثير الكثير من التساؤلات حول تربيتهم الوطنية وانتمائهم الوطني والمهني ... فالشرطة في خدمة العشب شعار لم نر له اثرا في تعامل رجال الامن مع الشعوب بل لقد اصبح ( الشرطة في نهب الشعب ) هو الشعار الاكثر وضوحا وترجمة في حياتنا اليومية ..

هنا يبرز السؤال الاكبر والاخطر .. هل هناك ذرة وطنية للحكام العرب ؟ ! هل هناك أي انتماء او ولاء وطني لهم ؟ ! .

بعيدا عن مشاعر البغض للحكام دعونا نتفحص الواقع من خلال الاحداث في تونس ومصر .. هذا الواقع يقول بوضوح : ان هؤلاء الحكام لا يمتلكون ذرة وطنية او ولاء .. وكل همهم البقاء في الحكم باي وسيلة ولو على بحر من دماء ابناء شعوبهم .. ولو ولغوا في اعراض ابنائها .. ولو قتلوا واهلكوا الحرث والنسل .. وكل ما يقولونه عن الوطنية والولاء ا لوطني وخدمة الشعب ليس سوى شعارات جوفاء لتضليل الشعوب والحفاظ على كراسي الحكم .. شعارات تمحى كخط على رمال في مهب الريح .. اذا هزت كراسي الحكم . . اذا هبت الشعوب لاقتلاعهم فلا مكان للوطن في تفكيرهم ووعيهم .. ومصلحة الوطن لا تعنيهم ولا مكان لها .. لذلك يطلقون عصاباتهم المسعورة لقمع هذه الهبات .. بل ويدمرون منجزات الشعوب وتاريخها وحضارتها لا لشيء الا للتعبير عن حقارتهم وانحطاطهم الاخلاقي ليلصقوه بالثائرين تشويها لاهداف ثورتهم .. ويرسلون بذلك رسالة قذرة - تعافها الشعوب والفطرة الانسانية السوية بكل تاكيد – مفادها ( ان حكمنا امنتم وان ذهبنا ارعبتم ) وباليمني الفصيح ( اذا حكمنا لا صوملة ولا عرقنة .. وان ثرتم علينا جاءت الصوملة والعرقنة ) عبر هذه العصابات المنحطة .. ولكن الشعوب بعد هذه الثورات العظيمة في تونس ومصر ترد التحية باحسن منهم ( اذهبوا الى الحجيم وللوطن رب يحميه وابناء تفديه ..

وهنا نسأل الحكام العرب وكل شعوب الامة العربية .. اين الوطنية والولاء الوطني للحكام العرب ؟

من لديه اجابة ايجابية يرد علي واكون له من الشاكرين ...

اختم بالتاكيد بالقول بان كل حاكم عربي قد درب له عصابات – تحت مسميات مختلفة – يسلطها على الوطن والشعب في كل الاحوال والظروف .. وعلى الشعوب ان تدرك انها منهوبة بالفساد عند استقرار الانظمة .. ومنهوبة ومرعوبة بالبلطجة عند الثورة وانهيار الانظمة .. وما دامت النتيجة واحدة في الحالتين فالثورة اولى واعز واكرم . .. فنهب في عز خير من نهب في ذل .


إقراء أيضا