الرئيسية المقالات مدارات البركان اليمني ينفث دخانه
البركان اليمني ينفث دخانه
القدس العربي
القدس العربي

الثورة التونسية التي فجرت حركة التغيير بدأت تفجر ثورات، وتهدد ديكتاتوريات، وتفرض اجندات جديدة على طول الوطن العربي وعرضه.

العاهل الاردني اطاح برئيس وزرائه، والرئيس السوري وعد بالاصلاح السياسي، ولا ننسى ما يجري في مصر حالياً من ثورة شعبية يشارك فيها الملايين في مختلف المدن المصرية.

الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي كان حتى قبل شهر يخطط لتعديل الدستور بما يمكنه من البقاء في كرسي الحكم حتى اللحظة الاخيرة من حياته، دعا بالامس الى اجتماع طارئ لمجلسي الشورى والشعب (البرلمان) لكي يعلن امام المشرعين انه لا يسعى لتمديد فترة رئاسته، او توريث ابنه لتولي الحكم من بعده.

تعهدات الرئيس صالح هذه جاءت كخطوة استباقية لمظاهرات صاخبة ستنطلق في انحاء اليمن اليوم تحت عنوان 'يوم الغضب' تنظمها حركات المعارضة اليمنية للاحتجاج على فساد النظام وديكتاتوريته، وللمطالبة برحيله اسوة بما حدث في تونس ويحدث حالياً في مصر.

لا نعتقد ان المعارضة اليمنية ستغير مخططاتها هذه، والتراجع عن مطالبها، بعد تصريحات الرئيس صالح هذه، رغم اشادة حزب الاصلاح بها، واعتبارها خطوة ايجابية، فالشعب اليمني لم يعد يثق بالنظام ووعوده فيما يبدو، ومظاهراته الاحتجاجية لم تتوقف طوال الاسابيع القليلة الماضية.

الرئيس علي عبدالله صالح يجلس على كرسي الحكم منذ ثلاثة وثلاثين عاما تقريبا، واستطاع ان يحقق لبلاده وشعبه اهم انجازين في تاريخهما، وهما الوحدة الاندماجية مع الجنوب، واعتماد الديمقراطية والتعددية السياسية كنهج للنظام الوحدوي الجديد.

ومن المؤسف ان هذين الانجازين قد تآكلا في الاعوام الاخيرة، بسبب انتشار الفساد في اوساط البطانة المحيطة بالرئيس، ولجوء النظام الى الحلول الامنية لقمع المعارضة، والحاق اكبر قدر ممكن من الاهانة بالحزب الاشتراكي الشريك الاساسي في الوحدة.

الرئيس علي عبدالله صالح كان يتباهى بوجود اكثر من 165 مطبوعة في بلاده، ويؤكد استعداده لارسال خبراء يمنيين في الوحدة الى المانيا للاستفادة من التجربة الالمانية في هذا المضمار، ولكن الديمقراطية انكمشت الى بضع مطبوعات ضامرة مستأنسة، وبات اضطهاد الصحافيين وتضييق الخناق على عملهم، واعتقالهم في بعض الحالات من سمات النظام اليمني الحالي.

اليمن يعتبر واحدا من افقر عشرين دولة في العالم، ويحتل مرتبة متدنية على قائمة الشفافية، ومتقدمة على قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم، ويواجه حاليا تمردا في الجنوب يريد الانفصال، وآخر في الشمال (الحوثيين) ما زال يثير المشاكل للحكم بين الحين والآخر.

البركان اليمني ينفث دخانه الكثيف ربما كمقدمة لانفجار كبير، ولا نعتقد ان تنازلات الرئيس صالح الدستورية ستمنع هذا الانفجار، وقد تنجح في تأجيله في افضل الاحوال

إقراء أيضا