الرئيسية المقالات مدارات عبدالباري السيد .. من جنود الله
عبدالباري السيد .. من جنود الله
عمر الضبياني
عمر الضبياني

تأتي الفرص في هذه الحياة مرات قليلة فإذا لم يغتنمها الإنسان تحسر عليها باقي حياته وقد قيل :

إذا هبت رياحك فاغتنمها  تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

ومن هذه الفرص الصديق الوفي المخلص والرجل الصالح القوي الشجاع الذي يتغلب على خوف نفسه لإحقاق الحق ورفع الظلم ومقارعة الفساد والمفسدين . فإذا ساقت لك الأقدار ذلك الصديق فلا تبخل به على نفسك تودد إليه ، كن صادقا ً وفيا ً معه مخلصا ً له لازمة كل ما سنحت لك الفرصة ولا تؤخر ، حاول شرائه بأغلى الأثمان فهو كنز من كنوز الأرض وجند من جنود الله يضعه الله حيثما أراد انتشار الصلاح والخير وعمارة الأرض . هذه نصيحة فاقد فلا يعرف قيمة الشيء إلا من فقده .

 كان عبد الباري السيد جند من جنود الله أمرة بنشر الخير ففعل ،أمره بمحاربة الفساد والمفسدين ومقارعة الظلم والظالمين فأدى أمر الله بكل ما منحة الباري من قوة .أحبنا الله يا عبدالباري إذ كنت فينا مربياً ومعلما ،أحبنا الله إذ كنت فينا قائداً ، كم كنا محظوظين حين تتلمذنا على يديك وشربنا من نبع أخلاقك وغيث كرمك كنت كالسحابة أينما حلت نفعت ، كنت غيثاً يسقي الله به جدب أنفسنا ،كنت ظلاً نستظل به من حر الظالمين وجور الفاسدين .

 اليوم تتحسر الأنفس وتألم القلوب على لحظات كنت فيها بيننا لم نغتنمها لننهل المزيد من مدرسة عطائك . كنت دوماً تقول: " ليش شاتنسوني أشتي تتعذبوا وتبكوا علي عمركم " ، كنت تعلم قيمة نفسك ولكن كرم أخلاقك ومنبتك الرفيع جعل التواضع هو خلقك والأدب الجم هو زادك ، نعم سنبكي ونبكي على فراقك حتى وإن جفت الدموع فدمع القلوب لا يجف ، سنبكي ألماً ووجعاً على دقائق لم نغتنمها بقربك ، لعن الله الغربة ولعن الله الفساد والفاسدين والظلم والظالمين وكل من تسبب في بعدنا عنك وعن الوطن ، سيبكيك الفلاحون في الحقول سيبكيك العمال في المصانع سيبكيك الشجر والحجر ستبكيك الأرض التي كنت تمشي عليها سيبكيك اليمن لأنك حملته في عقلك ووجدانك ، اليمن ، كم هو موحش اليمن وأنت لست فيه وكم هي جُبن مظلمة وقد وارتك ترابها بعد أن كنت نورها . لكن ما يواسينا قليلاً ويهدأ من روع أنفسنا أنك زرعت فينا بكل قوة وبكل عزيمة وإصرار قيماً لن تتزعزع ، فبقدر ما كنت قوياً فزرعك وغرسك فينا أقوى ، اطمئن سنسير على الدرب التي رسمت لنا تنيره كلماتك ومبادئك ، ستستمر مسيرتك في مقارعة الظلم والفساد والطغيان حتى وإن واراك الثرى لأن الرسالات السامية تخلد أصحابها فكما حملت رسالة الناصرية وأديت حقها وأمانتها سنحملها من بعدك ونسأل الله أن نؤدي حقها كما أديته أنت .

 وكما حملتنا الأمانة نحملك أمانة ، بلغ سلامنا للشهداء الناصريين وشهداء الواجب الوطني وعلى رأسهم المعلم الخالد الزعيم جمال عبدالناصر والرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي والقائد عيسى محمد سيف وأبلغهم أن الشعب اليمني والشعوب العربية لا تزال تحفظ تاريخهم وتذكر مآثرهم وأنها لن تنساهم وأن دمائهم لم تذهب هدراً فالشعوب العربية بدأت تنفض غبار السنين وأن القصاص من قتلتهم وقتلة الأوطان بات قريباً وأن دمائهم لم ولن تذهب سدىً وأن ثمنها حرية وطننا وعزة عروبتنا وعلو هاماتنا فليرقدوا هنيئاً لهم ذلك الثمن وطوبى لهم جنات الخلد بإذن الله .

[email protected]

 

إقراء أيضا