الرئيسية المقالات مدارات رؤساء عملاء للقاعدة
رؤساء عملاء للقاعدة
سيد أحمد الخضر
سيد أحمد الخضر
نرجو ممن يملك أي معلومة عن تنظيم القاعدة في هذه الأيام أن يزودنا بها، لأننا لم نعد نسمع أي نبأ عن التنظيم الذي كان عنوان الأمن وحديث السياسة، وكان قبل شهرين الانتماء له التهمة البارزة بمحاضر الشرطة في مصر وتونس وليبيا وفي اليمن من باب أولى.

إنه لمن الغريب حقا أن يختفي تنظيم القاعدة في هذه الظروف التي كان من الطبيعي أن يستغلها لصالح أهداف يعلمها القاصي والداني.

لقد توقع الكثير من المتابعين أن يكون تنظيم القاعدة المستفيد الأول من سقوط الأنظمة العربية، فيبادر إلى قتل المستأمنين من السواح الغربيين، ويفجر الكنائس والسفارات الأجنبية. كان هذا مفروغا منه في تونس، لأن زين العابدين بن علي كان يتصدى لتلك الهجمات، ويعني هروبه أن خلايا القاعدة ستنشط في البلد وتحيل حياة الناس إلى جحيم.. لكن القاعدة يا جماعة اختفت مع زين العابدين أو الزين كما يسميه العقيد معمر القذافي، وهو بالمناسبة رجل لا يعي ولا يفهم. طيلة أيام الفراغ الأمني في تونس لم يُقتل سائح واحد، ولم تستهدف كنيسة للنصارى ولا معبد لليهود، ولم تتعرض أي سفارة حتى لمحاولة اعتداء، كأنّ الظواهري وبن لادن لم يطّلعا على ما حصل هناك!

ذات الأمر تكرر في مصر، حيث اختفت القاعدة عن الأنظار بمجرد هروب رجال حبيب العادلي من الشوارع، فمع أن كنائس الأقباط ظلت تستقبل المصلين، وكان في مصر وقتها الملايين من السواح، فإن التنظيم لم ينفذ أي عملية ولم يتورط في محاولة تفجير، لا في المطارات ولا في السفارات. إن أحدا لا يصدق ألاّ تبطش القاعدة بمصالح الغرب في مصر، حيث ما فتئت تتربص بها، وكثيرا ما أصابت الهدف فقتلت السواح في الصحراء وفجرت الفنادق وسط المدن.. لقد أضاعت القاعدة فرصة ثمينة وأخطأت صيدا سهلا. لكن فشل التنظيم لم يسجل في مصر وتونس فقط، فهذه ليبيا تعوم في الفوضى وكل شيء فيها سهل المنال، ورغم ذلك لم يحصل استهداف للصليبيين، ولم يعبث «الإرهاب» بالأنابيب التي تضخ النفط إلى «دار الحرب» فتسقي مصانع الغرب «الكافر». وحتى في اليمن، جنحت القاعدة للسلم مؤخرا، فلا حديث عن اختطاف السواح أو تفجير السفن، مع أن التنظيم يملك هناك العتاد والرجال، أو هكذا يقال.

قال فخامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الأسبوع الماضي كلاما كثيرا جدا، نتذكر منه تأكيده أن الأحداث التي تشهدها الدول العربية تحركها غرفة في تل أبيب وتدار من واشنطن، ما يعني أن أميركا والغرب عموما المستفيد الأول من الثورات العربية، ويعني أيضا أن الملايين الذين خرجوا في جميع الأقطار العربية عملاء للصهيونية والإمبريالية الغربية.. هكذا فهمنا من خطاب فخامة الرئيس الذي يعرف هو أيضا المصالح الأميركية أكثر من أي شخص آخر، ونعرف نحن أنه لم يكن يوما إلا صديقا وفياً لسبعة أو ستة من قادة البيت الأبيض، كلهم قدموا إلى ما عملوا، ولا يزال الأخ الرئيس متشبثا بالسلطة حتى آخر قطرة دم! ربما كان صالح في حالة غيبوبة عندما أطلق تلك التصريحات، وفي أحسن الأحوال تكون هذه تهمة يتعذر إثباتها، لكن العالم من حقه أن يتهم الحكام العرب بتنفيذ أجندات القاعدة، على الأقل رؤساء ليبيا وتونس واليمن ومصر، بدليل أنه ما إن فقد هؤلاء الإمساك بزمام الأمور حتى اختفت القاعدة عن الأنظار. إن هذا دليل قاطع على أن التفجيرات التي نفذت باسم الجهاد أو الإرهاب خطط لها هؤلاء القادة، وعلى المنظمات والمحاكم الغربية أن تقتادهم للعدالة بتهمة تفجير الكنائس والسفارات وقتل السواح الأميركيين والفرنسيين.

عن العرب القطرية

إقراء أيضا