الرئيسية المقالات مدارات في الذكرى ال 47 لثورة سبتمبر ..المقدم والمؤخر في أجرة العسكر
في الذكرى ال 47 لثورة سبتمبر ..المقدم والمؤخر في أجرة العسكر
خالد محمد هاشم
خالد محمد هاشم

ظل عكفي الإمام رمزا للقهر والاستبداد والعنت لما كان يفرضه من أجرة وشروط غاية في القسوة ، كما كانت رسامة السجن هي الوجه الآخر لذلك القهر والاستبداد .
فقامت الثورة السبتمبرية المجيدة لتطهر اليمن من ذلك القهر والاستبداد كأحد أهم أهدافها الإنسانية النبيلة.
ذهب الثوار وتوالت أعياد الثورة في سياق غياب الأسئلة الكبرى والصغرى عن هذه الثورة وأهدافها !!.
وهنا لن نسأل عن عظيم أهدافها وإنما نسأل فقط وبعد ما يقارب نصف قرن من الزمن هل استطاعت هذه الثورة القضاء على أجرة عكفي الجمهورية ورسامة سجنه ؟!.
يأتيك الجواب صادما بل وصاعقا: لا .. وعلى من ينكر ذلك الذهاب إلى أي قسم شرطة ليجد أن الأجرة ورسامة الحبس هي أقدس المقدسات لدى أفراد القسم وضباطه.. هي أقدس من القانون والدستور، هي مفتاح ابتسامتهم وتيسير الأمور داخل أي قسم .
 والملفت للنظر أن الجمهورية قد طورت مضمون الأجرة حيث أصبح الشاكي وغريمه فيها سواء – وهذا ما لم يكن حتى في عهد الإمامة البائد – فالشاكي يدفع مقدما أجرة العسكر وتكاليفهم وإلا لن يقوموا بإحضار الغريم، وكذلك الغريم يدفع أجرة العسكر وتكاليفهم مؤخرا، فان لم يدفع احدهما أو كليهما فالسجن مثواه. وتدرون ما السجن ؟ انه الوسيلة الأخرى لنهب أموال الناس وأهانتهم وبالزي الرسمي ( المبري ) والخيط الجمهوري.
الرسامة عبء آخر يضاف على الأجرة فما أن تدخل غرفة السجن حتى ولو لساعة إلا و تدفع ما لا يقل عن خمسمائة ريال وكلما زادت إقامتك زاد المبلغ وبعكس الفنادق الخمسة نجوم !.
ومن الغرابة أن هناك بعض الضباط في الأقسام يحبسون الشاكي حتى يتم إيصال غريمه، لا لشيء إلا بهدف الحصول على الرسامة !! .
وفي رمضان تجد الأطقم العسكرية في الجولات بشكل مكثف. وقد يسعدك ذلك لأنك تظن أن الهدف هو حفظ الأمن والسكينة لكن المصيبة أن ذلك جزء من طلبة الله في الشهر الكريم ومن اجل الأجرة ولا يهم أي شيء آخر سواها ؟ ! .
إلا أن الغرابة – ولو انه لا غرابة في اليمن – أن الناس قد تعودوا على هذا الأمر ولم يعد يثير حفيظتهم لان ثقافتهم لم تتغير على ما كان سائدا قبل الثورة في هذا الجانب وفي جوانب كثيرة بل عليك ألا تصاب بالدهشة عندما ترفض دفع الأجرة فيأتيك مواطن مستنكرا صارخا في وجهك: لا إلا الأجرة فهي واجبة!!! .
وكما يبدو أن هذه الثقافة هي السائدة لدى المعارضة فهي لا تعر هذا الأمر أي اهتمام على الرغم من المعاناة اليومية للمواطنين من صلف وهمجية عكفي الجمهورية وكأنها هي الأخرى ( المعارضة ) لم تدرك بعد أن ذلك القهر والاستبداد كان من أهم أسباب قيام الثورة التي يتبادلون فيها التهاني والتبريكات على واقع ظلم الشعب وقهره .... فإذا كان النظام لا تعنيه أهداف الثورة كما يعنيه البقاء في الحكم، فان المعارضة مطالبة بمراجعة أهداف الثورة والإجابة الواضحة على أسئلة أين أهداف هذه الثورة اليوم وما ذا تحقق منها ؟ ! . بل مطالبة بتثقيف الناس بهذه الأهداف حتى لا يكونوا فريسة لنظام لا يختلف عن النظام الأمامي البائد إلا بالشكل فقط . ..
هذا هو واقعنا اليوم وللأسف بعد مرور ما يقارب نصف قرن على ثورتنا فان أجرة العسكر هي هي والرسامة هي هي .. فأي تغني يمكننا إنشاده في عيدها وما زالت صورة العكفي حاضرة في كل زوايا الوطن ؟!! . ..
أي إنشودة يمكننا التغني بها والفوارق بين الطبقات قد اتسعت والفقر قد عم معظم أبناء اليمن .. أي هدف يمكننا التغني بتحقيقه في العيد الـ 47 للثورة السبتمبرية ؟؟ .
انه واقع مرير وفر كل عوامل البيئة لثورة جديدة فهل هناك ثوار ؟ أما أن مخاضهم مازال عسيرا وبعيدا ؟
أسئلة مؤلمة وجارحة للمشاعر والإجابة عنها اشد إيلاما وقسوة .
فكل عام وانتم في ثورة ..

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي