الرئيسية المقالات مدارات هند .. بأي ذنب قُصفت؟!
هند .. بأي ذنب قُصفت؟!
عادل عبدالمغني
عادل عبدالمغني
  لا علاقة لهند وشقيقيها بلعبة السياسة "القذرة"، كما لا تعنيها حسابات الرئيس صالح من وراء تفجير مواجهات عسكرية داخل حي الحصبة الذي تقطنه وسط العاصمة كوسيلة أخيرة حاول الرجل من وراءها إطالة أمد بقاءه في السلطة.

ولان الأمر كذلك فإن هند بنت السنوات العشر لم تكن تستحق حرق جسدها الطري بقذيفة ار بي جي أتتها الأسبوع الماضي، وهي نائمة في غرفتها لتشوه معالم طفولتها الجميلة والبريئة، وتتركها بعد ذلك لساعات تصارع عذابات لا تحتمل قبل أن يتوقف قبلها الغض عن الحركة لتلحق بشقيقيها كمال (7 أعوام) وحسام (5 أعوام) اللذان قتلا بذات القذيفة.

لا ذنب لهند وأخويها سوى أنهم يقطنون منزلا شاء القدر أن يكون بالقرب من منزل الشيخ صادق الأحمر، ولا ذنب لهند وعائلتها سوى أنهم في بلد شاء قادته إعلاء لغة الرصاص والعنف على لغة الحوار والحلول السلمية. وكم هي بائسة ومثيرة للشفقة تلك الأم الثكلى التي فقدت أطفالها في ليلة مجنونة وغير سوية كحال من أطلق قذائف طائشة نحو حي سكني ليقتل من قتل بدم بارد وأحاسيس لا يبدو أنها حية على الإطلاق.

والدة هند (37 عاما) لم تفقد أطفالها الثلاثة دفعة واحدة فقط، بل فقدت جمالها حين شوهت وجهها شظايا المتفجرات التي أصابت زوجها أيضا وفصلت جلده عن عظم أصابع يده اليسرى وأدمت رأسه.

ولم يستطع محمود – وهو رب الأسرة المنكوبة – الحديث إلينا كما لم يُسمح لنا باستخدام الكاميرا داخل المشفى الذي يتلقى محمود العلاج فيه وزوجته، لكن المعالم الحزينة لوجه الرجل ودموعه التي حفرت مجرى لها في خديه قالت كلاما كثيرا لا يمكن للقلم وصفه حق الوصف. يقول الأطباء إن محمود أصيب بصدمة نفسية كبيرة حين شاهد أبناءه وقد شوت أجسادهم النار. الأم هي الأخرى يقول الأطباء أنها لا تكاد تصحو من غيبوبتها حتى تدخل في غيبوبة جديدة حين تتذكر أنها فقدت فلذات كبدها.

 

إقراء أيضا