الرئيسية المقالات مدارات السعودية .. اليمن ..تاريخ طافح بالعهر السياسي
السعودية .. اليمن ..تاريخ طافح بالعهر السياسي
خالد محمد هاشم
خالد محمد هاشم
من الملاحظ ان الدول اللقيطة ( المفتقرة للبعد التاريخي والحضاري ) تفتقد للقيم الاخلاقية الحضارية بالضرورة ، ولعل المثال الصارخ لنموذج الدول اللقيطة هو دولة اسرائيل ودولة آل سعود .. وما اكثر التشابه بينهما ، ليس من حيث عدم امتلاك الدستور ، ولا من حيث اتخاذ الدين ( المكان المقدس ) ذريعة لاصباغ الشرعية .. بل كذلك من حيث حمل الحقد والكراهية والبغض للجوار ، والسعي الحثيث لالحاق اكبر اذى بالجار خاصة اذا كان يتمتع بالبعد الحضاري والتاريخي .
واذا كان العدو الصهيوني يتمتع بنوع من الذكاء في التعامل مع خصومه وجيرانه ، فان الغباء الطافح في نظام ال سعود لا يواريه ويحجبه الا المال البترولي ، الذي نشم رائحته في كل مصيبة تحل في العالم العربي والاسلامي .
هذا الغباء الواضح بالعجز عن قراءة اللحظات التاريخية في حياة الشعوب ، التي يتم التعامل معها كسلعة كم من الريالات السعودية القذرة يمكن ان تدفع ثمنا لها .
لقد مثل تاريخ النظام السعودي مع اليمن منذ اعلان المملكة ( 1932 ) ، المثال الصارخ لتعامل الجار السيء ، بدأ بحرب انتهت باتفاق الطائف ( 1934 م ) خسرت اليمن مؤقتا اراضيها في عسير ونجران وجيزان ، لتاتي ثورة 1948 في اليمن فيعمل النظام السعودي على اجهاض تلك الثورة ومد يد العون للامام احمد فتمكن من القضاء على الثورة في ايامها الاولى . .. وتاتي ثورة 1962 م في اليمن ، فيجلب النظام السعودي خيله ورجله ومرتزقته من مختلف دول العالم لمحاربة تلك الثورة ، ولم يهدأ للنظام السعودي بال ولم يعترف بالنظام الجمهوري الا وقد افرغ الثورة من مضمونها بالتصالح بين الجمهوريين والملكيين في ( 1970 ) ، واصبح الملكيون حزءا من النظام الجمهوري المشوه .. وعندما جاءت حركة 13 يونيو بقيادة الرئيس ابراهيم الحمدي لتعيد لثورة سبتمبر رونقها ومسارها الصحيح ، تدخل المال السعودي وحقده الدفين ليغتال الحلم اليمني بمشروعه الوطني المستقل في بناء الدولة اليمنية الحديثة ، فكان اغتيال ابراهيم الحمدي شهيدا عام 1977 م قبل ايام من توجهه الى عدن لخطو خطوات جادة لاعادة الوحدة اليمنية فكان اول شهداء الوحدة اليمنية على يد النظام السعودي الآثم .
جاء نظام علي عبد الله صالح بدعم سعودي لا يخفى وكون هذا النظام علاقة سفاح فجة من النظام السعودي ، وفي غفلة من الزمن توحدت اليمن ، فاشتعلت نيران الحقد السعودي عليه ، فدعمت الانفصال وروجت له ، لكن الشعب اليمني العظيم انتصر لخيار الوحدة ، فوظفه نظام صالح لمزيد من ممارسة العهر السياسي مع آل سعود فكانت اتفاقية جدة التي تخلى بموجبها نظام صالح نهائيا عن أي حق بالاراضي اليمنية ( نجران – جيزان – عسير ) ، وهكذا تكشفت علاقة السفاح بين النظام السعودي ونظام صالح عن ولادة خيانة كبرى للوطن وللتاريخ ، وما خفي كان اعظم .
لقد كنا نعتقد بان الثورة الشعبية في اليمن ستمثل لحظة تاريخية للنظام السعودي للتكفير عن جرائمه ضد الشعب اليمني منذ ما يقارب مائة عام ، الا اننا اصبنا بالدهشة عندما رأينا نظام ال سعود يصر و بشكل عجيب على تقديم نفسه كعدو تاريخي للشعب اليمني .. تجلى ذلك بالدفاع المستميت عن نظام صالح وبقاياه – لافراغ الثورة من مضمونها كما فعلوا عام 1970 - وتوظيف ما آل اليه حال النظام توظيفا لا انسانيا لمصلحة النظام السعودي ، ضاربين عرض الحائط بمطالب الشعب اليمني وارادته .. بل ومستهزئين بالدماء اليمنية الطاهرة التي اراقها النظام اليمني .. بل وساخرون من قيادة المؤتمر الشعبي العام واعضائه بان اخذوا رئيسهم صالح اسيرا لديهم لاكثر من شهر لا يعرف المؤتمريون عنه شيئا ، حيا كان او ميتا ، بل وكل اركان نظام صالح هم الان اسرى لدى الشقيقة الكبرى ، مانعة عنهم كل اتصال ، وكل خبر عن حالهم وصحتهم ، بظاهرة غريبة لم يشهد لها التاريخ الانساني مثيلا .. فمتى أُخذ نظام باكمله الى دولة اخرى ولا يعرف له مصير ؟ !.
ان عظمة الشعب اليمني وسمو اخلاقه الحضارية يمكن ان تجعله يعفو عن آل سعود هذه الجرائم بحقه ، اذا تخلى آل سعود هذه الايام عن نظام صالح وانحازوا لمطالب الشعب اليمني ، او وقفوا في الحياد ، فان لم يفعلوا ذلك فان انتصار ثورتنا العظيمة لا يوقفه حثالة قوم مهما امتلكوا من المال ، وعند الانتصار العظيم ما على آل سعود الا الاستعداد للحساب العسير ، من شعب اولي قوة وبأس شديد .

إقراء أيضا