الرئيسية المقالات مدارات تعز .. ما أعظمك !
تعز .. ما أعظمك !
فائز عبده
فائز عبده

الإهداء: إلى معرض صور ومجسم محرقة تعز "الجريمة المسكوت عنها" المقام حالياً في ساحة التغيير بصنعاء

قلبي معكِ يا تعز؛ يا مدينة الأحلام، ويا حلم المدينة. يا مصنع الأشواق، ومنبع الآمال، يا حاضرةً في الجغرافيا والتاريخ.

يصر العابثون على تغييبك عن المشهد، وأنت صانعة أحداثه العظام، ويريدون إعاقة مشروعك الحضاري، ونهوضك بالفعل الحداثي العظيم، ويحرص الحاقدون على تهميشك، والنيل من ريادتك في الفعل الوطني الجبار، والدور الإنساني الفعال.

أنتِ، يا تعز، مبتدأ الأفعال، ومنتهى الآمال. منكِ ينبثق الخطو الهادر، ويبزغ الفجر البسّام. وفيك يزهر الحلم الشفاف، ويبسق الأمل المتسنبل بالغد المشرق الجميل. وإليك تهفو مواجيد العشق الأزلي، ويرتحل توق القلوب.

أنتِ أول حرفٍ في أبجدية البقاء، وأنتِ بدء العدِّ في مضامير الخلق والتجديد. تنبلج من جبينكِ شموس المعرفة، ترسل في الأرجاء ومضاتٍ هاديةً، وتهطل من سمائكِ شمائل الأدب، سقيا للأفئدة الواجدة، وزاداً للأرواح الحالمة.

أنتِ الشعر والبيان، وأنتِ السحر والجمال، وأنتِ عبق الحياة، وشغف الفنون. دمتِ، يا تعز، وجهة الوجد؛ حيث تبوح القلوب بنبضها، ومحراب الانشراح؛ تتلو النفس فيه تراتيل المرح، وفردوس الإدهاش؛ حيث يشع من العيون بريق البهجة.

ما أغناكِ يا تعز، وما أعظمك! أنتِ منبت الخير اليانع، وبذرة المجد الساطع. من راحتيكِ ينساب ينبوع العطاء والتضحية، وينداح فعل الوفاء والفداء. شامخةٌ أنتِ كجبالكِ الرواسي وحاملات الثمر البواسق. وباسطةٌ يديكِ بذلاً كما وديانك الجارية لا تضن ولا تهلع.

بصبركِ، يا تعز، قهرتِ الظلم، فخسئ الظالمون بفعلهم. وبصمودكِ تقهرين القمع، وسيندحر المستقوون عليكِ.

لكِ الخلود يا منطلق الغد وصانعة المستقبل. ولكِ المجد يا عظيمة الفعل، ويا عذبة الروح، وجميلة الخصال. ولكِ منا الشوق الخالد والحب العضال.

نقلا عن صحيفة الأولى

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي