الرئيسية المقالات مدارات إلى الجامعة العربية .. انها دماء وليست صبغة
إلى الجامعة العربية .. انها دماء وليست صبغة
خالد محمد هاشم
خالد محمد هاشم

كم من العجائب كشفتها الثورات العربية ليس أولها الغباء الفاحش للحكام العرب وخروج عقلياتهم عن الخدمة ، فلم يقرؤوا اللحظة التاريخية قراءة صحيحة بل ولم يتعظ احدهم بمصير الأخر ، وليس أخر تلك العجائب التناقض العجيب في المواقف الدولية تجاه تلك الثورات والتمييز الفاضح بينها ..

إلا ان أعجب العجائب جاء من موقف جامعة الدول العربية من الربيع العربي .. فهي مع ثورة ليبيا وتستدعي العالم لحماية الليبيين ، وتهدد النظام السوري بنفس المصير عبر القرارات الصادرة عنها في اجتماعها الأخير 12/11/2011م ، إلا ان تلك الجامعة لا تذكر ولا ترى شيئا يحدث في اليمن ، وكأن دماء اليمنيين لا تستحق عناء الدعوة لاجتماع طارئ يناقش الوضع في اليمن وليس حتى لإدانة نظام صالح ، فكما يبدو ان الجامعة العربية لا تسمع إلا ادعاءات عبده الجندي وياسر اليماني القائلة بان اللون الأحمر الذي تعرضه القنوات الفضائية ليس سوى صبغة تفنن ثوار اليمن في إجادة إظهارها كدماء فصدقت ، ولم تر الجامعة العربية إلى اليمن إلا بعيون النظام السعودي الداعم لنظام صالح .. وكيف لا ما دام الدافع الأكبر لرواتب موظفي الجامعة .

ان انشغال الدولة العربية الكبرى بنفسها بعد ثورتها المباركة جعل الجامعة العربية تفقد مبرر وجودها ، لأنها جزء من الأنظمة التي ثارت عليها الشعوب العربية ، وجعل الجامعة العربية تقع أسيرة بيد الدول العربية التي تملك المال مما افقد الجامعة المشروع العربي الواضع ، لان المال لا يمتلك مشروعا سوى استعباد الآخرين وشراء التبعية ، ولذلك فالجامعة العربية اليوم غدت أداة بليدة بيد من يملك المال ومن الطبيعي ان يتوجه نداءنا لمن يملك المال الطامح للعب دور سياسي في الربيع العربي إشعالا أو ا إخمادا .

ومن حسن طالع الشعب السوري ان قطر مع ثورته فوظفت مالها من اجل إصدار قرار الجامعة العربية ، كما فعلت مع ليبيا ، ومن سوء حظنا في اليمن ان السعودية هي الماسكة بخناق الملف اليمني فوظفت مالها لإبعاد الجامعة العربية عن ثورة اليمن بل وإبعاد كل مصدر فعل داعم للثورة فيها .

لذلك نقول لصاحب الجلالة الذي يتغنى بانه خادم الحرمين الشريفين لقد قبلنا منك ذات يوم بان تنصب نفسك واعظا ديمقراطيا – لا داعي ان يضحك القارئ هنا – عندما قلت ان ما يحدث في سوريا لا تقبله المملكة ويجب على النظام هناك ان يحترم حقوق الشعب السوري .. نقول له ان ما يحدث في اليمن لا يقل بشاعة عما يحدث في سوريا .. فلم هذا التغاضي ؟ لم هذا الدعم الصارخ لنظام صالح الذي يمارس القتل وكأنه يلبي رغبة جامحة للنظام السعودي في سفك دماء اليمنيين ؟! .

نذكرك يا خادم الحرمين بان هدم الكعبة - وهي اشرف ما في الحرمين – حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم .. نحن مسلمون أيها الملك .. نحن ثائرون .. ورضانا أولى من غضبنا ان كنت تقرأ الواقع كما ينبغي ان يُقرأ .

نؤكد على الجامعة وعلى من يمتلكون قرارها اليوم من أصحاب المال السياسي : دماؤنا ليست صبغة .. نقول لنبيل العربي لولا ثورة مصر ما وصلت إلى الأمانة العامة للجامعة العربية . . فكن وفيا لأهداف الثورات العربية ، وثورتنا في اليمن جزءا منها .

إقراء أيضا