الرئيسية المقالات مدارات 21 فبراير .. لنفتح الباب أمام المستقبل
21 فبراير .. لنفتح الباب أمام المستقبل
محمد الغباري
محمد الغباري
 

غدا يفتح اليمنيون  الباب أمام المستقبل  أمام بناء دولة مدينة حديثة , دولة المواطنة المتساوية , والتي  حلم بها من قبلهم ابائهم واجدادهم , وهم بمشاركتهم في الانتخابات الرئاسية المبكرة وانتخاب عبد ربه منصور هادي يعمدون نهاية فترة حكم  استمرت 33 عاما و خلفت هذا الكم الهائل من الدمار والتشتت ...

 لايمكن الحديث عن الانتخابات الرئاسية المبكرة في جانبها الشكلي فقط والقول بانها غير تنافسية وان نتائجها معروفة سلفا ولكن الحديث ينبغي ان يتركز على  النتائج التي ستترتب على هذه الانتخابات , لانها نتائج تجعل منها اهم حدث انتخابي في تاريخ اليمن ,  واهميتها لا تقتصر على انها ستحقق اهداف الثورة الشبابية التي ضحى الالاف من انبل واطهر شباب اليمن بارواحهم في سبيلها ولكنها تشمل ايضا الفرصة التاريخية لكل اليمنيين بان يناقشوا طبيعة الدولة التي يحلمون بها وضمانات بان لا تتحول مرة اخرى الى دولة عشائرية ولا تكون هناك مواطنة من الدرجة الاولى واخرى من الدرجة الثانية والثالثة ..

  في الانتخابات النموذجية تكون المنافسة بين مرشحين او اكثر لكن نتائج تلك الانتخابات لا تؤدي الى تغيير دستور البلاد واعادة صياغة شكل الدولة ولا الى اعادة فرز القوى السياسية   او  خلق كيانات سياسية تتمرد على القوى التقليدية  في المجتمع وتربط وجودها وقوتها  بمدى  قربها من قضايا البسطاء , كما هو حاصل اليوم المكونات الشبابية التي  ترى في الانتخابات الرئاسية مجرد ممر امن لاستعادة الدولة المصادرة  ..

 التصويت لصالح  عبد ربه منصور هي  الخطوة الاولى  للدخول في المرحلة الاهم ,  و هي تاشيرة مغادرة لمرحلة  لم يكن باستطاعة احد  يتوقع لها هذه النهاية , والشباب  الذن  سطروا اروع ملاحم النضال السلمي   اكملوا الجزء الابرز من لوحة الربيع العربي  التي مسك ريشتها الاولى الشباب التونسي  يفترض ان يكون طرفا اساسيا في العملية السياسية باعتابرهم  صانعوا التغيير ...

  الى ما قبل الثورة الشبابية واتفاقية التسوية السياسية كان الحديث عن القضية الجنوبية خيانة  , والاعتراف بعدالتها وشرعيتها  محط سخرية , لكنها اليوم ابرز القضايا الوطنية المطلوب ان تناقش وان تحل حلال عادلا , وهي  محط اعتراف كافة المستويات السياسية ابتداء بالرجل الاول في الدولة حتى اصغر شاب في ساحات الحرية , الا مر ذاته فيما يخص الوضع في صعدة  وكيفية معالجة اثار الحرب المدمرة , وسبل اعادة اعمار ما دم في تلك الحرب في النفوس  وفي المساكن والمزارع ...

 ليس بمقدر اي انتخابات شهدتها اليمن ممن قبل ان تحقق للناس ما يمكن ان يتحقق جراء المشاركة في الانتخابات الرئاسية , ولا يمكن لاحد ان يتوقع النتائج الكارثية على فشل هذه الانتخابات اذا سمح الله , فكلنا عشنا مقدمات الحرب الاهلية  وراينا حجم الدمار الذي لحق بالبنى التحتية  وفي الاقتصاد , وفي التركيبة السياسية والعسكرية ..

 لم يكن امام اليمنيين من خيار غير خيار التسوية السياسية السسلمية او المضي نحو الحرب الاهلية وايجاد كيان صومالي اخر على الضفة الغربية من البحر الاحمر ودخول البلاد في مرحلة من الاقتتال الاهلي الذي سيدمر كل ما بناه اليمنيون منذ قيام ثورتهم في ستينات القرن الماضي , ونعلم  جيدا ان احدا لم يمنع من  يزايدون بالحيث عن " الحسم الثوري "  من اسقاط النظام بعد انقضاء  نحو عام على انطلاق الثورة الشبابية   , وان التسوية السياسية اتت كمخرج بعد انسداد افق الحل بخيارات بدية  لان ذلك الحل سيكلف اليمينيين  عشرات الالاف من الضحايا ويفقدهم الدولة التي يتطلعون لاعادة صياغتها ...

 

إقراء أيضا