الرئيسية المقالات مدارات المضواحي..السياسي المقتدر والوطني بامتياز
المضواحي..السياسي المقتدر والوطني بامتياز
علي ناصر محمد
علي ناصر محمد
المجتمعون الأعزاء لروح العزيز الدكتور عبد القدوس المضواحي

السلام على روحه الطاهرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... الوحدوي نت

أحيي اجتماعكم المبارك لتأبين من استحق هذا الاجتماع وما قبله وما بعده .. الصديق المناضل الراحل الدكتور عبد القدوس المضواحي ، فقد وقف الحداد لروحه أحبابه الموزعون في دول شتى تقديراً لجهوده التي طبعها حيثما حل وظل .. فبالأمس كانت صنعاء ترثيه وعدن تواسي أهله وبيروت تحتفي بآثاره والقاهرة تقول كلمتها بحقه .. واليوم يجمعكم هذا الإنسان مجدداً الذي كنت أتمنى أن أكون بينكم لأجل روحه الغالية ، التي فاضت لها عيناي كما لم تفض لسواه ولا يسعني إلا أن أشترك معكم بهذه الكلمة التي لن أطيل فيها فمهما اطلنا لن نوفي ذلك الرجل حقه ومستحقه ..

لقد كان المضواحي صديقاً صدوقاً صادق الوعد منصفا ، سواء على الصعيد الإنساني وعلاقاته التي يضفي عليها حميمية لا نظير لها أم بأعماله وإنجازاته وبصماته العلمية والعملية ، فالطبيب المبدع كان سياسياً باقتدار ووطنياً بامتياز .. اجتمعت به صفات نبيلة وحاز على قدرات جمة مكنته من القيام بأدوار فعالة على المستوى اليمني والعربي والإسلامي ..

لقد عاش أبو إيهاب .. وهو يهب وقته وجهده وطاقته للثورة والوطن الوحدة والحرية والكرامة وقدم في سبيل ذلك أغلى ما يملك فكان المناضل المقارع للسلطة منذ وقت مبكر مرورا بمشاركته في قيادة حركة 15 اكتوبر الناصرية ، وكان قبلها وبعدها قد عانى من المطاردة والمراقبة التي أبعدته عن وطنه فعاد فأبعدته ولم يمل أو يكل وهو يقنع شعبه بضرورة الثورة على سلطة نهبت ثورة سبتمبر وحولتها إلى أسطوانه مشروخة تدق عليها رؤوس المعارضين دون تحقيق لأهدافها ، وهاهو يرحل عنا وقد أسمعت الثورة التي نادى لها باكراً كل من به صمم ، فلعله وقد سمع صوتها - وأنا على علم باتصاله المستمر بساحات التغيير والحرية حتى آخر يوم التقيته - قد أمن عليها وهو يصغي لشباب عقدوا العزم وقرروا أن لا يبرحوا الساحات حتى استكمال التغيير المنشود لاسيما ان الرجل قد أدرك قبل غيره أهمية التعليم ودوره في ترسيخ التطلع إلى الأفضل والتحرر من قيود الماضي فكان المضواحي هرماً من أهرام التعليم باليمن وكان اهتمامه وانشغاله بالجامعات يضاهي مشاغله الأخرى في شتى مجالات الحياة ..

قبل هذا وذلك كان عبد القدوس يشعر بقدسية الوحدة اليمنية بل والعربية والإسلامية وهو الوطني النبيل والقومي الناصري المخضرم ورجل الفكر الإسلامي المعتدل والمنفتح ، ولكن شعوره بقدسيتها لم يكن على طريقة وحدة معمدة بالدم ومغمسة بالضم .. وإنما وحدة الشراكة والتكامل والإخاء والتعاون في السراء والضراء ..وقد عبر عن ذلك بطريقته التي يعمد فيها على وضع البلسم على الجرح وذلك خير ما يصنعه الطبيب ..

لم يكن المضواحي يوفر وسيلة من أجل التغيير فللرجل دوره المشهود في تشكيل تكتل اللقاء المشترك عندما لم يكن من خيار لمواجهة السلطة سوى الخيار السياسي والالتزام بقواعد اللعبة لترسيخ المنافسة وكشف ألاعيب النظام بطرق حضارية أرست نوعاً من الوعي الجماهيري الذي شكل مقدمة طبيعية لاندلاع ثورة الشباب السلمية وقبلها كان الجنوب يعلن رفضه للظلم في حراك سلمي سبق الثورات العربية وقدم من التضحيات الجسام ما فاقها ولا يزال ..

يطول الحديث عن الراحل العظيم الدكتور عبد القدوس المضواحي ، وما هذه الاجتماعات المتكررة لخلوده إلا أصدق تعبير عن أنه قامة كبيرة تستحق مؤتمرات وندوات عديدة لتقول الشيء القليل في حقه الكثير والكثير.

أحييكم مجدداً وتحيتي الخاصة لأهل فقيدنا الغالي الذين ترك فيهم من روحه وعطائه ليكملوا المسيرة العطرة ..

رحمك الله ياعبد القدوس وأسكنك فسيح جناته وأودعك اللهم المقام الفردوسي القدوسي الأعلى وألهم اهلك واحبابك الصبر والسلوان

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

* كلمة الرئيس علي ناصر محمد في حفل تأبين الفقيد المضواحي وألقى الكلمة نيابة عنه ألقاها السفير علي محسن حميد.

 

إقراء أيضا