الرئيسية المقالات مدارات المضواحي .. الوحدوي الجسور
المضواحي .. الوحدوي الجسور
د. محمد الظاهري
د. محمد الظاهري

اعترف أنني لا أجيد الرثاء و اعترف أيضا أن هناك تساؤلات لماذا نجيد الرثاء ولا نجيد الوفاء؟ لماذا لا يكرم المناضلون وهم أحياء؟ هل بالإمكان أن يكرموا وهم أحياء؟ نكرم قادتنا ، لماذا لا يوجد تكريم قبل التأبين؟

واعترف أنني لا امتلك الشرعية للحديث عن مراحل نضال الفقيد ومن يمتلك هم رفاق دربه في هذا السياق، لكن دعوني أتحدث عن محطات ثلاث، أولها المحطة الأولى عندما كنت طالبا في رسالة الدكتوراه في بحث شبه ميداني عن الحزبية والتعددية السياسية والقبيلة واشهد أني التقيت الفقيد المضواحي في24/4/2001م بعد أن خذلني الكثيرون من قادة الأحزاب و السياسيين وكانوا يعرفون مضمون الأسئلة وكانوا يقولون اذهب للمكتبة فلم يحلوا الحديث عنه وأنا اشهد أن الفقيد كان شهما وكريما معلوماتيا معي انتقد من كان ظالما انتقد سياسته، ولم ينتقد شخصه ،ما أحوجنا أن نتشبع بالثقافة التي كان يحملها الفقيد ، ما أجمل أن ننتقد السياسات لا الأشخاص وما أجمل أن نبتعد عن التجريح الشخصي.. ما أجمل أن نفرق بين السياسات وبين الرأي وصاحب الرأي .

المحطة الثانية عندما كنت التقي بالفقيد في المنتديات وحلقات النقاش والندوات كان كريما رائعا يجيد الإنصاف ، و اشهد أن الرجل الذي تشبع بالناصرية كان يشعرك دائما انك أمام أنسانا قوميا وإنسانيا.

المحطة الأخيرة عندما التقيته بالقاهرة واشهد انه غمرني بحنانه ورفع معنوياتي واذكر انه كان لا يجيد مخاطبة الأشخاص بالألقاب ،اذكر قبل 3اسابيع خاطبني بالهاتف وأنا اطمئن على صحة أستاذي محمد عبد الملك المتوكل وزودني بالتلفون وقال عليك أن تحضر مناسبة ستقدمها المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالقاهرة وعنوانها عن قضايا اليمن.

واشهد انه كان وحدويا جسورا ومتوازن في طرحه ، ملتزما بالوحدة الوطنية ومؤكدا على ضرورة وجود حلا للقضية الجنوبية .

وأنا أتصفح الكتاب وما توقفت أمامه هي مرثية الشاعر الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح تأملاته الشعرية الذي ذيل بها هذه المرثية وقد قال:

يا رفيق الدرب الطويل انكسرنا تهشمت الأمنيات

وأقول لشاعرنا الكبير كنت أتمنى لو زرت ساحات التغيير وميادين الحرية كما زارها فقيدنا أظن لو زرت ساحات التغيير وميادين الحرية ستغير رأيك وستقول (يا رفيق الدرب الطويل انتصرنا وتحقق جزء من الأمنيات

ما هي إلا سويعات سيرحل بقايا الطغاة والفاسدين

رحم الله فقيدنا ونصر ثورتنا

والسلام وعليكم

·  كلمة الساحات وميادين الحرية التي ألقيت في حفل التأبين

 

إقراء أيضا